تربية الأبناء بالرفق

الأربعاء، 1 مايو 2013

الطفل المتعلق بأمه



جعل الله عز وجل الأم رمزاً للعطاء بلا مقابل والرحمة والحنان وجعل قلبها يمتلأ شغفا وحبا وتعلقا بأبنائها بشكل كبير .. إن صفات الرحمة والحنان والعطاء صفات لا يستطيع الأطفال أن يحيوا حياة سوية بدونها إلا من رحم ربي .. وكما أن الحرمان يجعل الأطفال غير أسوياء فإن التفريط في العطاء يجعل الأطفال يحيوا حياة غير سوية ...

وجميل أن نرى الأم محتضنة اطفالها تدللهم وتلاعبهم وتحيطهم بحبها ورعايتها. ولكن إلى أي مدى يمكن أن تكون نسبة الدلال والإحتضان والحماية ..؟؟؟

يولد الأطفال وهم متعلقون بأمهم ثم شيئا فشيئا يبدؤن في الإستقلال شيئا فشيئا .. ولكن بعض الأبناء يظلون متعلقون بأمهاتهم بشكل كبير يصعب معه تكوين شخصيتهم ..

ماهي الأسباب التي تؤدي غالبا إلى تعلق الأبن بأمه :؟؟

 يتعلق الطفل بوالدته لأسباب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر

1- الحروب 
2- وحيد والديه
3- مريض 
4- ولد بين بنات أو بنت بين ولاد 
5- الطفل المتفوق ( دراسيا او رياضيا )
6- الأم صاحبة القلق الشديد (هاجس وخوف شديد  وقلق دائم داخل الأم على أولادها )
7- الطفل اليتيم
8- الطفل الاصغر أو الأكبر

اولاً الحروب

إن الحروب والفترات التي تليها دائما ما تؤثر على نشأة الأطفال .. وكثيرا ما يكون نتاج فترة الحرب وما يعقبها من زمن يصاب فيه الوالدين بالإضطراب والقلق. ونتيجة لتوالى صدمات الحروب وسرعة تغير مجريات الأحداث وكثرة مشاهدة الدماء والقتل يقع الوالدين فريسة للتقلبات والشعور بعدم الأمان وعدم الإستقرار. واحيانا يكن واحدة من نتاج الحروب أن نرى المشرفون على تربية الأطفال سواء الأباء او الأمهات أو المربيين شديدي القسوة  مع الأبناء أو الأطفال والقلق عليهم .. واحيانا يكون من نتاج الحرب أن يغدق الأباء او الأمهات أو المربيين الحماية الزائدة أو العطف الزائد على الأبناء أو الأطفال . وبعد الحروب نجد أطفال وقد حرموا من الوالدين او إحداهما.

ثانياً وحيد والديه 

الطفل الأوحد هو ايضا طفل مدلل عند والديه وخاصة الأم. فنراها بقربه دائما لا تريد ان يبتعد عن عينيها. لا تسمح له باللعب مع أقرانه كثيرا ..وإذا سمحت له باللعب فهي تهم وتتفاعل مع كل حركة يفعلها طفلها. لا تسمح لأصدقاء طفلها بضربه او أخذ لعبة منه فهي الحماية وهي بالنسبة له كرجل الأمن الذي لا يفارقه.

ثالثاً الطفل المريض 
مرض الطفل يجعل الأم تتعلق بطفلها دون أن تشعر فقلبها وعقلها دائما مشغولان بذلك الطفل المريض .. وان تقوم الأم دائما بمراجعة لأعمالها فإنها بدون أن تشعر تتحول إلى ملبي لطلبات إبنها حتى ولو على حساب مستقبله في الغد.

رابعاً الولد بين بنات أو البنت بين أولاد
تظهر مشكلة الحماية الزائدة والتدليل مع الطفل الوحيد من نوعه بين إخواته كولد وحيد بين البنات او بنت وحيدة بين الأبناء . فيتم دليل ذلك المنفرد عن باقي إخوته وتلبية كل مطالبه واحتياجاته وتتعلق الأم به كثيراً.

خامساً الطفل المتفوق
الطفل المتفوق بين أخواته أو عائلته ايضا يجد من الحماية والتدليل والدعم الكثير مما يجعل هذا الطفل متعلقا بإمه.

سادساً الأم صاحبة القلق الشديد (هاجس وخوف شديد  وقلق دائم داخل الأم على أولادها )
بعض الأمهات نتيجة لزيادة هاجس الخوف والقلق لديها تتعلق وترتبط بابنائها بشكل كبير .. وقد ينتج هذا الهاجس نتيجة لحادث تعرضت له كأن فقدت طفل آخر من أطفالها وهو صغير فتخاف أن تفقد الثاني .او يكن نتيجة لتعرضها لصدمة فقدان شخص عزيز عليها في الصغر.

سابعاً الطفل اليتيم :

نجد ان الأم مثلا بسبب غياب الأب سواء لخروجه للحرب او لفقدانه بالموت تلتصق بابنائها حتى يشعرون بالراحة والطمأنينة ولا تبتعد عن أطفالها إلا في أضيق الحدود.

ثامناً الطفل الاصغر أو الأكبر
هو ذلك الطفل الأخير في الأسرة. وغالبا ما تتعلق به الأم لعدة اسباب منها ان كل إخوته قد أخذوا من حبها وحنانها سنوات وسنوات ودائما تخشى أن تموت دون أن تعطي ذلك الصغير فيتعلق قلبها به. ووكذلك الحال مع الطفل الأول والكبير بين إخوته فكثيرمن الأمهات يتعلقن بالأبن الكبير لأنه أول فرحتها أو أول من رأته عينها وهو اول البشرى ( على حد تعبير بعض الأمهات )

الثمان حالات أو الأمثلة التي تم ذكرهن هنا غالبا ما ينتج عنها نتيجة واحدة هي تعلق الطفل الزائد بإمه. 

مساوئ تعلق الطفل الزائد بإمه

1-يتم معاملة الابن دائما على أنه صغير مهما بلغ من مراحل عمرية
2- الخوف الشديد والزائد على الطفل مما يجعله طفلا ضعيفا غير قادر على تحمل مسؤليات نفسه ناهيك عن تحمل مسؤلية عمل يوكل إليه أو تحمل مسؤلية اسرة 
3- تتم تلبية كل مطالب ذلك الطفل مما يجعله شبه اناني او يعرضه الى أن يُفهم بشكل خاطئ من أقرانه وزملائه  فنراه يفتقد إلى صفة العطاء ويفتقد إلى التواصل الجيد مع من حوله.
4- يعتمد الطفل على امه في كل شيئ. فأمه من علمته وعودته على ذلك وتظهر المشكلة عندما يكبر وتطلب منه هذه الأم أن يصير رجلا ويتحمل مسؤليتهما معا.
5- لا يعرف الإبن كيف يتصرف بدون أمه مما يجعله يبحث عن بديلا لها عندما يفتقدها او عندما تفقد هي السيطرة عليه في مرحلة المراهقة وما بعدها.
6- يكن إنسانا غير متوازنا لا يستطيع الحكم على الأشياء إلا من خلال شخص يوجهه بالسير هنا او هناك.

كيف تتم معالجة هذه المساوئ؟

1- ان تسعى الأم كي تكون صاحبة قلب مطمئن يركن إلى الله عزوجل دائما (في حالة مرض الطفل)
 2- أن تدرك الأم خطورة التدليل الزائد وانه مثل القسوة الزائدة كلاهما مدمران لشخصية الأبناء.
3- أن تجعل طفلها يشترك في أنشطة عديدة وان تنشغل هي ايضا في انشطة تساعدها عن الإبتعاد عن ابنها لساعات محدودة خاصة بعد الثلاث سنوات من عمر الطفل
4- أن تعي الأم ان ابنها يكبر ويتغير في كل عام .. وأن تشعر أن طفلها وإن كان صغيرا اليوم فهو رجل من رجال الغد
5- ان تترك الأم طفلها يعتمد على نفسه في الأمور التي يستطيع القيام بها بمفرده دون مساعدة منها أو من أحد. وحسب مرحلة عمره السنية 

نعم هناك نماذج رائعة للعلاقة المثالية بين الأم وطفلها سواء كان وحيدا أو مريضا او احد النماذج الثمانية التي تم ذكرها هنا. ولكننا بصدد الحديث عن الغالب وعن مشاكل نراها في اسرنا نحاول ان نناقشها ونجد لها بعض الأفكار والحلول او المساعدات.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق