تربية الأبناء بالرفق

الخميس، 3 يناير 2013

ايهما يحتاجه الطفل أكثر الأم العاملة أم المتفرغة (1)




يقول رب العزة في كتابه الكريم " وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا "

في بداية حديثنا أود التنبيه ان الحديث هنا لا يتكلم عن كل أم اضطرتها الحياة أن تخرج وتعمل .حديثي موجه لمن يبحث عن ما هو الأفضل والأمثل للأسرة 

تختلف النظريات والتصريجات والأبحاث في ماهو الأفضل للأسرة الأم العاملة أم الأم المتفرغة 

وسنقدم الموضوع على عدة مرات أولا الدراسات التي تقول وتؤيد عمل المرأة ثم نتبعها بالدراسات التي تتحدث عن الآثار السلبية لعمل المرأة ثم نستعرض أهم النقاط هنا وهناك ولنحاول أن نرجح فكرة على اخرى إن أمكننا ذلك 

اولا الدراسات حول عمل المرأة وميزة المرأة العاملة في تربية ابنائها

البعض يرى أن المراة العاملة تشعر بإستقلالها وتشعر بنجاحها وهذا بدور ينعكس على الأبناء في العطاء والرعاية والتربية 

قد أثارت دراسة بريطانية بشأن تربية الأبناء علامات استفهام ؟؟؟؟؟؟

بعد أن جاءت نتائجها عكس ماهو سائد لدى الكثيرين !!!!

حيث أكدت أن الأم العاملة هي الأكثر قدرة على العناية وتربية الأبناء ..

وتأتي أفضلية الأم العاملة من حيث :

أن أغلب النساء العاملات متعلمات وغيرهن من غير المتعلمات اكتسبن خبرة كبيرة من خلال احتكاكهن في مجال العمل ؟؟!!!

فقد رأى بعض المختصون أن الأم غير العاملة غالباً ما تكون تقليدية في حياتها مما يجلب الملل لها والأطفالها ولا تجديد في حياتها ولا تضيف للطفل الكثير غير المعتاد من تعاملاتها اليومية !!!!..

ودراسات أخرى تقول أن المراة العاملة أفضل من المراة الغير عاملة .. لأنها تكون واعية أكثر وعلى قدر كبير من المسئولية ..واثقة من نفسها .. تحاول جاهدة أن تعوض أسرتها عن الوقت الذى تقضيه في العمل وبحكمه أكثر ..وأن عملها يضيف عليها مرونة في التعامل مع الحياة ..ويكسبها خبرات في التعامل مع أبنائها وغير ذلك .. وعلى النقيض يرى البعض أن عمل المراة يجعلها كأنها منفصلة عنهم ويفقدها دورها الأساسي في البيت الذى خلقت من أجله .... 
وتقول بعض الدراسات أن المراة المتفرغة تنحصر حياتها في دور وأحد وهو رعايتها لأسرتها وهي تعتمد على الزوج تماماً في الدخل والإنفاق على الأسرة .. وقد تنظر بشي من الإحباط إلى الإنعزال عن العالم الذى يعيش فيه الزوج والأبناء وأن خبرتها في التعامل مع الناس وفي مواجهة المشاكل والأزمات لا تقارن مع المراة العاملة ... 

أثبتت دراسة أمريكية حديثة أن تقدم المرأة في مجال عملها يعتبر من أهم العوامل التي تؤدي الى تحسين حالاتها الصحية والنفسية. والمرأة العاملة هي امرأة على درجة معينة من الوعي تساهم فيتنظيم الأسرة وزيادة دخلها وبالتالي تأمين ظروف حياة أفضل لها 

وقد ذكر الأهرام المسائي في عدد الصادر بتاريخ 15 يوليو 2012 مقال بعنوان 
في دراسة أمريكية حديثة: المرأة العاملة أقل اكتئابا من ست البيت
المصدر: الأهرام المسائى

رغم كل المعاناة التي تمر بها المرأة العاملة والتي تكبل كاهلها بالمسئوليات والأشغال الشاقة المؤبدة حتى آخر نفس في حياتها مما يجعلها عرضه للاكتئاب وكل الأمراض المزمنة وعندما تجلس لتتلقف أنفاسها من دوامة الحياة تحسد ست البيت المتهننة والجالسة في البيت لا شغل لها سوي الطبخ وتربية الأولاد والاستمتاع بيومها أما هي فعليها أن تقوم بالاثنين العمل داخل وخارج المنزل ولكن جاءت دراسة أمريكية حديثة لتبرد قلبنا نحن النساء العاملات وتؤكد لنا ان الاكتئاب يصيب ربات البيوت أكثر من العاملات والأسباب علي مسئولية الدراسة.

فربات البيوت أكثر عرضة للتعاسة والحزن مقارنة بغيرهن من الأمهات اللاتي يعملن ويخرجن يوميا طلبا للرزق وقال الباحثون بجامعة ماري واشنطن بولاية فيرجينيا الأمريكية إن النساء اللاتي يتعاملن مع أطفالهن بطريقة الأبوة المكثفة معرضات لخطر الإصابة بمجموعة من الأمراض النفسية التي تتضمن الاكتئاب وتعتمد طريقة تلك الأمهات علي التركيز الشديد والاهتمام غير الطبيعي بالطفل والتدليل والحماية بصورة مخالفة للطبيعة البشرية مما قد يضعهن تحت خطر المعاناة من المفارقة الأبوية حيث تتسبب أيدولوجيتهن في زيادة مشاعر التوتر والشعور بالذنب وقالت كاثرين ريزو عالمة النفس معدة الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة دراسات الطفل والأسرة إن ذلك التفكير الخاطئ يجعل الأم تعتقد أنها أفضل الأمهات علي الإطلاق فهن علي استعداد للتضحية بصحتهن العقلية لتعزيز قدرات أطفالهن المعرفية والاجتماعية والعاطفية وظهر الاختلاف الشديد في المقارنة بين ربات البيوت والنساء العاملات بنظام الساعة حيث ثبت ان الأمهات العاملات أقل عرضة للاكتئاب وأكثر اهتماما بأطفالهن خاصة من الناحية التعليمية والصحية وفي الواقع وتطبيقا علي المرأة المصرية والتي يكفيها ان تكون في مصر حتى تصاب بكل انواع الاكتئاب سواء عملت او لا سألنا الأمهات العاملات وغير العاملات الاكتئاب وصلك ولا لسه؟

وتعلق الدكتورة امنية رأفت الأستاذ المساعد للأمراض النفسية كلية الطب جامعة القاهرة ان أعراض الاكتئاب عند النساء تتمثل في الشعور بالانحطاط النفسي والحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة وبأن الأشياء التي كانت تسرهن في الماضي لم تعد سارة لهن وينخفض الوزن أو يزداد وصعوبة في النوم او يفرطن في النوم والشعور بالغضب والانفعال العصبي او الشعور بالخمول ونوبات البكاء أو العاطفة الشديدة جدا والشعور بالتعب الشديد ولا وجود لاي طاقة تذكر ووجود مشكلات في التركيز الفكري وفي أتحاذ القرارات والتفكير الدائم بالموت أو الانتحار وتنصح من تعاني من تلك الأعراض ان تلجأ للطبيب المتخصص وعدم تناول أية أدوية مضادة للاكتئاب بدون إشراف الطبيب لان الأطباء يعرفون أسرار جسد المرأة وتعرضه للتقلبات الهرمونية في أوقات معينة بدءا من مرحلة المراهقة وانتهاء ببلوغها سن الخمسين.
ويشير د. أحمد أبوالعزايم أستاذ الطب النفسي الي ان نسبة الامراض النفسية تزداد بين السيدات عن الرجال نحو 25% وليس جسد المرأة وحده الذي يتعرض للاضطراب الهرموني كل شهر وفي فترات الحمل والولادة ثم سن اليأس انما أيضا روحها وذلك بسبب الضغوط النفسية التي تعاني منها جراء تحملها مسئوليات مضاعفة حيث إن المرأة أحيانا تقوم بدور الأم والأب معا وعليها أن تتحمل الكثير دون شكوي في سبيل أن يدعها تنعم بتحقيق ذاتها من خلال العمل.
أما إذا كانت ربة منزل فان الضغوط النفسية تختلف في مضمونها ولكنها لا تسلم منها حيث إن المرأة أحيانا تقوم بدور الأم والأب معا وعليها أن تتحمل الكثير دون شكوي في سبيل أن يدعها تنعم بتحقيق ذاتها من خلال العمل أما إذا كانت ربة منزل فان الضغوط النفسية تختلف في مضمونها ولكنها لا تسلم منها حيث يستمر بعض الرجال في التخلي عن مسئولياتهم والتعذر بالانشغال الدائم في ظل انعدام عمل المرأة إذن في الحالتين تخضع المرأة للضغوط النفسية جراء عدم تفهم الزوج لمسئولياته في مؤسسة الزواج.
وحسب رأي خبيرة علم النفس في جامعة ستانفورد الأمريكية "سوزان يكسيما" فإن سبب حدوث الاكتئاب الشديد هو الاستسلام لمشاعر الحزن والسماح لها بالسيطرة الكلية علي مشاعر الإنسان الأخرى وبالتالي الوقوع في دوامة الحزن الدائم والعميق علي عكس الذكور الذين يستطيعون نسيان الحزن بطريقة أو أخري.
وأخيرا لا تتركي نفسك فريسة للاكتئاب سواء كنت امرأة عاملة أو ربة منزل فكما تقول الحكمة الصينية القديمة "ليس في وسعكم منع طيور الحزن من التحليق فوق رؤوسكم ولكنكم تستطيعون منعها من بناء اعشاشها علي شعوركم".

وهناك دراسات اجتماعية أخرى قارنت بين طرق التربية المستخدمة لدى الامهات العاملات وغير العاملات:

تبين من خلالها أن للأمهات العاملات طرقاً أفضل للتربية إذ أن أغلب الأمهات غير العاملات يعشن في أوساط تغلب عليها الطرق البدائية في التربية بينما الوقت الذي تقضيه الأم العاملة مع أطفالها يكون مفعماً بالحنان والمعاملة الحسنة لأنها عادة تستفيد من جو ومحيط عملها لتحسين وعيها وإدراكها والذي ينعكس بدوره على طبيعة تعاملها مع أطفالها بطريقة منطقية ومنظمة ومتطورة.

إن الشائع عن إهمال المرأة العاملة لأطفالها غير صحيح فهناك مغالطات حول هذه الأم التي يتضاعف مجهودها لتراعي شؤون بيتها ووظيفتها واطفالها.

كما أن معظم النساء العاملات يعتمدن على الأقارب في تربية أطفالهن كالجدة والعمة والخالة وبالتالي يلقى هؤلاء الأطفال مزيداً من الرعاية والاهتمام من الأقارب.

إن هناك طبقات ينشأ أطفالها على العدوانية وبالتالي تصبح طبيعة الطفل سلبية وهناك طبقات آخرى ينشأ اطفالها على المشاركة والتعاون وبالتالي تصبح طبيعة الطفل إيجابية في المستقبل.

كما أن المرأة العاملة تتمتع بدرجة عالية من التنظيم وتعيش حياة اجتماعية أفضل ولديها القدرة على رعاية ابنائها وتعويضهم عن الوقت الذي تقضيه في العمل بعيدا عنهم.

إن عدد الساعات التي تقضيها الأم مع أبنائها ليست هي المقياس للرعاية بل التعامل والأسلوب في التربية والتغذية.

وعن أثر تغيير الوجوه بشكل مستمر في الطفل فان الطفل قادر على التعامل مع أكثر من وجه وهو بحاجة إلى أكثر من علاقة حتى ينمو نمواً صحيحاً على أن يفهم أولويات هؤلاء الأشخاص بالنسبة إليه وعلى أن لا يحتلوا الدرجة الأولى في حياته على حساب مكانة أمه.

وأخيرا يقول البعض بأن المرأة العاملة أفضل ويرجع ذلك لعدة أسباب
المال و الوقت : أظهرت هذه الدراسة أن الأم العاملة تشعر برضا أكثر و ذلك لانها تعمل مقابل المال، و تشعر أنها تساهم في المنزل ولو بالقليل، عكس الأم غير العاملة فهي تعمل في المنزل بدون أي مقابل و لكن في المقابل هناك الكثير منا كأمهات يفضلن اعطاء وقت أكثر لأطفالهم عن تحقيق ربح مادي. 
الاستقلال المادي : الأم العاملة تشعر بالاستقلال المادي مما يجعلها مستقلة بكل شيء أكثر، وذلك لوجود دخل ثابت لها فقط تستطيع التحكم فيه كما يحلو لها.
رضا النفس : الأم بشكل عام تشعر بانها متعبة في كثير من الأحيان من مشاكل العائلة وأنها يجب أن تكون موجودة ومتفرغة للجميع، لذلك هي أكثر شخص يحتاج الى وقت لنفسه وتحقيق الرضا الذاتي يأتي من تحقيق الاهداف والطموح في العمل.
ساعات النوم : تشير الدراسات أن الأم العاملة تنام ساعات أطول من الأم غير العاملة مما يجعل الام غير العاملة محبطة وأكثر تعبا من الام العاملة.
التعرف على أشخاص جدد : في العمل نظاق واسع للتعرف على شخصيات مختلفة وتوسيع المدارك وغيرها من الاطلاع على البيئات والخلفيات المتعددة .

أكتفي بما ذكر هنا من أن عمل المرأة هو حافز على الإيجابية في تربية الطفل وليس سببا سلبيا في التربية 

في الموضوع القادم ان شاء الله سيكون حوارنا سويا عن الدراسات التي تتحدث عن الآثار السلبية لعمل المرأة في تربية الطفل 
وحتى هذا اللقاء استودعكم الله الذي لا تضيع ودئعه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق