هدأ الشاب وضحك بعد ان أفرغ كل الشحنة التي كانت بداخله وقلت له اسمعني فقد حان دوري ليكون الميكرفون معي .ابتسم وقال تفضلي
قلت له بالنسبة لسؤالك
:(أين هي الفتاة التي يمكننا أن نذهب
إلي اهلها ونخطبها والنساء فعلا كما يقال تظل المرأة تطلب رجل تتزوجه
وعندما يأتي تطلب منه كل شيئ.)
نعم بعض الفتيات هكذا وقد عايشت قصص كانت الفتاة تتمنى عريس وعندما يتقدم تبدأ هي وأهلها بتقديم قائمة طويلة من الطلبات
وأتفق معك أيضا في قولك
كيف لشاب حديث التخرج أن
ياتي بمهر وشبكة وتأثيث بيت ؟؟ قال لي هل تعرفين أن بعض الفتيات عندما تجهز
بيتها أصبحت تأتي بحجرة نوم للأطفال ؟؟ والأسرة لا تعلم هل ستنجب أصلا أم
لا ؟؟
هل تعلمين أنه في قريتنا أصبحوا يأتون مثلا بثلاث غسالات .عادية واتومتيك ونصف أتومتيك.
أما ما ذكرته
هل تعرفين ان أهل الفتاة يشعرون الشاب
أنه سيحصل على كنز وعليه ان يموت من أجله
فأنا أقول ان الشاب او الرجل عندما يكرمه رب العزة بفتاة أوبزوجة صالحة فاكيد سيحصل على كنز وعلى الشاب عندما يجد فتاة صالحة ان يموت من اجل ان يحصل عليها لأنها ستمثل له سعادة وعون في الدنيا وسعادة كبرى في الأخرة
ضحك وقال لي نعم اتفق معك واكيد كل شاب يريد ان يشعر انه حصل على اغلى ما في الحياة وهي الزوجة الصالحة التي ستكون شريكة عمر .
ولكن ليس هذا ما اقصده أقصد الشعور الذي تعطيه الفتاة واهلها للشاب عندما يتقدم ويتشددوا في طلباتهم وانت تعرفين وتفهمين كلامي انا اتكلم عمن يتزوجون تحت ضغط التكاليف الزوجية كيف يعانون بعد الزواج وضيق كل طرف من الآخر بسبب ما تحمله من أعباء
قلت له افهم ما تعنيه ولكني احببت ان اعطي كل فتاة صالحة حقها في التمييز والشعور بأنها غالية جدا عند أهلها وغالية عند زوجها وأهله حتى وان حدثت خلافات بينهما فشيئ طبيعي ان يحدث اختلاف نتيجة التعامل بين اي اطراف يجتمعون في مكان واحد
ثم انتقلنا بعد ذلك للحوار عن ان التكلفة والمصاريف يعود سببها أنها ليست أقل من باقي بنات العائلة ..او ماذا ستقول
عنا الناس أي للتباهي فقط فالمهم هو الناس و التباهي امامهم فللأسف أن
الفتاة وأهلها يحبون أن يتحدث الناس بأن ابنتهم أتت بما لم تأتي به واحدة
ممن سبقنها بالزواج ..واخبرته ان كلامه صحيح بنسبة كبيرة وهى احد اهم مشكلات الشباب وسبب من اسباب تأخر الزواج سواء على مستوى الشباب او الفتيات
واخبرته اني اريد ان أوضح نقطة انه من باب التكافؤ فيحق للفتاة ان يكون لها مهر المثل وكذلك جهازها يكون بالمثل (بمعنى مثل بنات العائلة او بنات يسكنون في نفس منطقتها هذا حق شرعي )
قال لي نسيت ان اخبرك هل تعرفين ان شباب قريتنا الآن لا يذهب إلا للعروس التي يستطيع والدها ان يساعد في الشبكة وتجهيز الفتاة واصبح الشباب يفضلون اهل الفتاة المقتدرون عن اهل الفتاة البسطاء حتى ولو كانت الأفقر هى الأحسن خلقا او الأكثر جمالا فالمهم العروس التي تقوم اسرتها بالمساعدة المادية .قلت له اعرف وللأسف شيئ يحزنني
واخبرته اني انادي مثله بأننا يجب أن نتمسك بسيرة الحبيب
محمد صل الله عليه وسلم .ونناشد الفتيات واهلهن ألا يتم المغالاة في المهور وتكاليف الزواج
وأختلف مع كل فتاة تقول وهل هو سيدنا علي
رضي الله عنه لأكن انا مثل فاطمة
او تقول احنا فين والصحابة فين .. هل هذا كلام ...!! فما الصحابة إلا قدوة ومصابيح نور لنا ولحياتنا
أخبرته اننا نحتاج ان نعود الى شريعتنا السمحة و لابد
من تحديد وجهة نظر الشريعة في المهر وماهو حق كل الفتاة وان ننشر مبدأ الوسطية فلا افراط ولا تفريط
فالشاب المقتدر ماديا عليه ان ينفق ولا يبخل (دون افراط ولا تفريط )ومن لا يستطيع فليعمل بهذه الآية
لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا.
وقلت لنكن منصفين ودعني اقول حقيقة امر بعض الشباب محير فقد اخبرتني زوجة انه وبرغم مرور سنوات كثيرة على زوجهما إلا أن زوجها كلما اختلف معها ذكرها ان أخوها هو من شجعه على التقدم لها ويقل لها أخوك كان يدلل عليك وهذا عكس الحقيقة فقد كان زوجها يبحث عن عروس واخوها احب ان يساعده فقال له بضحك ازوجك اختي ..ثم بعد ذلك تقدم لها زوجها بشكل رسمي ولكنه حينما يختلف معها يسمعها هذا الكلام
واعرف شاب والده مقتدر ماديا حينما اراد الزواج اعطاه والده كل شيئ ثم بعد الزواج بمدة قصيرة كان يريد طلاقها لأنه وجدها ليست هي من يبحث عنها ثم الحمد لله لم يتم الطلاق فقد تحدث معه والده واخبره ان بنات الناس ليست لعبة .واخبره والده انه اخطأ حينما اعطاه كل شيئ فلم يشعر ما معنى تكوين بيت وقال لإبنه اذا اردت ان تتزوج أخرى ينبغي عليك ان تجهز نفسك بنفسك .
واكملت ان بعض الشباب للأسف لا يحافظ على بيته ويشعر به او بزوجته ولا يكون مستقيما إلا عندما يدفع الكثير
ثم تحدثنا اننا للأسف تركنا عادات كثيرة تتحكم في تصرفاتنا فقد اصبح لكل مكان عرف وكل اسرة تقول لك هذا هو عرفنا ولسنا مختلفين عن غيرنا
قال الشاب المشكلة ان كل عروس تحاول ان تأتي بشيئ جديد لم تأتي به صديقاتها حتى تكون حديث العائلات حتى تأتي أخرى بعدها بشيئ آخر وهكذا قلت له للأسف كلامك صحيح
قلت لا تقلق فبرغم ما ذكرناه من عقبات ومشاكل في الحياة إلا أنه مازال الخير في أمة الحبيب محمد صل الله عليه وسلم .واكيد سنجد نماذج طيبة لفتيات كانت تتمنى شاب متدين ذو خلق لتطمئن على حياتها معه وكانت لاتردن أكثر من ذلك
ضحك وقال لي اين أجد واحدة مثلهن قلت له ادعوا الله عزوجل وسيرسلها لك
قال لي هل من الممكن ان تقولي كلمة بسيطة للشباب والفتيات الآن
فأجبته بعون الله نعم
امنيتي لكل فتاة وشاب عندما يقومون بتأثيث بيتهما أن لا يبدأ من حيث انتهى والديهما بل يبدأ مع بعض حياة بسيطة هادئة تتوقف على حسب مقدرتهما ولا يعطيا اذنهما لأحد. نعم يستمعون للنصيحة ويفكرون بها .واقصد هنا لا يعطون اذنهما لأحد .ان بعض الفتيات كانت تقول اذا كان عن نفسي فأنا لا أطلب شيئ ولكن ماذا ستقول الناس إذا لم أحضر كذا ..وكذا .. وكذا
لا تشغلوا انفسكم بالناس اشغلوا انفسكم ببناء البيت فانتم فقط ساكنيه وليست الناس .من يحبكم سيحبكم على اي شكل يكون البيت وسيكون سعيد بجلوسه معكم انتم فقط
قال الشاب ساقوم الآن ولكن لابد وأن نكمل اللقاء فقلت له على الرحب والسعة
اخوتي في الله اترككم في رعاية الله وأمنه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق