وتبدأ هذه المرحلة من سن 13 أو 14 سنة وهنا تبدأ الشخصية في النضج حيث يكتسب الشاب (الفتاة )اليقين بالذات وقد كان من قبل يثق في قدرات من حوله اكثر من قدراته في نفسه أما الآن فقد حدث تغير في شخصية المراهق.
في هذه المرحلة يتطلع المراهق/ة إلى الإنجاز والنجاح واثبات الذات والقيادة و حب الإعتماد على النفس.
يصرخ كثير من المربين الأفاضل لأنهم يجدون أبنائهم عكس ما ذكرت إلا من رحم ربي ... لكن لحظة ...نعم أبناؤنا يسعون إلى النجاح حسب رؤيتهم هم ومن خلال الثقافات التي اكتسبوها ممن حولهم سواء العائلة أو النادي أو المدرسة. و كلما زاد احتكاك المراهق بالعالم الخارجي قل تأثير الأسرة او الوالدين عليه.
ان أبناءنا يسعون الى النجاح حسب رؤيتهم هم. فمثلا عندما يرى زميل له لا يستطيع أحد أن يتحدث معه لأنه يمتاز بالقوة بمعنى الفتونة (فتوة ) فقد يسعى لأن يتحدث مثله ويتصرف مثله فيتطاول على من حوله لأنه رأى ان هذا النموذج يخافه الجميع.
فالمراهق عندما يجد المجتمع الخارجي لا يحترم إلا صاحب الجاه والنفوذ والمال ومن يرتدي الماركات (سواء ملابس او سيارات )فإن مقاييس المبادئ عنده التي استقاها من اسرته يحدث لها زلزال داخل النفس وكلما أعطى الوالدين من مبادئ ومثل كلما عانى المراهق في تعامله مع العالم الخارجي ولذلك هو يحتاج دعم كبير من الوالدين بالمصاحبة والصبر وعندما نخطئ كمربين ونتعصب مرة فعلينا محاولة علاج ذلك واستدراجه بشكل سريع حتى تعود الصداقة بين المربين وابناؤهم وكلما كانت المبادئ التي غرسناها في أولادنا وربيناهم عليها وكلما كان الأساس قويا استطاع أبناؤنا العودة الى الطريق الصحيح.
هذه المرحلة سوف نفرد لها حديث طويل ولكننا نسردها هنا كإحدى العوامل المؤثرة في شخصية أبنائنا وسنتاولها في وقت لاحق - إن شاء الله - بتفصيل خاص بها.
من أهم ما يحتاجه الوالدان لعبور هذه المرحلة التركيز على أن يحتفظ أبناؤنا بالمبادئ وهناك بعض الأمور قد نتغافل عنها طالما أنها لا تدخل تحت دائرة الحرام ، فمثلا قد يرغب ابني أن يقص شعره على الموضة فأنا أتغافل إلا إذا كانت هذه القصة قزع وقد نهى الحبيب محمد صل الله عليه وسلم عنه (والقزع هو حلق بعض الرأس وترك بعضه) فأنا سأتغافل واتحمل الموضة بشرط أن لا يكون مخالفا لشرع. والخلاصة اننا نتغافل عن فعل ابنائنا مالم يكن حراماً أو ضرر عليهم.
والرسالة التي يجب أن تصل إلى ابنائنا " نحن نستطيع أن نتفاوض ونصل إلى حل مادمت تطلب شيئا لا يخالف شرع الله "
كما قلت من قبل الحديث عن المراهقة بإيجابيتها ومشاكلها يحتاج الكثير فلنكمل لاحقا أترككم في رعاية الله أمنه
ودعواتي لكم بأن تصبح بيوتنا كلها بيوت جميلة وسعيدة Home sweet Home
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق