إن الطفل منذ لحظة ولادته يصبح كائنا إجتماعيا، لأن مخه يحتوي على صفات وراثية تحدد الخصائص التي تميز سلوكه عن السلوك الغريزي للحيوان. ففي أول ردود الفعل العاطفية للطفل تظهر أولى حاجته الروحية. حاجته للمعايشة والتأمل والتفكير
ويذكر العلماء الروس هنا أنه عندما تمت المراقبة لسلوك الطفل الرضيع بتجديد ما يسمى" بمجموعة الإنتعاش "
"مجموعة الإنتعاش "
وهي عبارة عن إنفعال إيجابي مميز تدخل في تركيبة الأجزاء التالية : الإبتسامة ، والحركات الحيوية السريعة المتضمنة المد والثني المتكرر لليدين والساقين ، وزيادة سرعة التنفس وبريق العينين وردود الفعل الصوتية.
وما يخص العوامل التي تدفع مجموعة الانتعاش. التي هي بلا شك حالة السرور والرضى. إلى الظهورهناك عدة وجهات نظر لتحديدها
فبعض الباحثين يربط هذه الحالة (حالة الإنتعاش )مع تلبية حاجات الطفل المادية : فالطفل حصل على ما يلزمه من طعام، ويُسمح له بتحريك يده ورجليه بحرية، وبدلت لفائفه المتسخة بأخرى نظيفة . لذلك فهو مبتهج ومنشرح، وهذا ما أدى إلى إنتعاشه
وهناك علماء آخرون يؤكدون أن تلبية حاجات الطفل العضوية تؤدي إلى تهدئيته فقط وليس لها علاقة (بحالة الإنتعاش)
أما من أجل ظهور موجة من الإنفعالات الإيجابية لديه فليزم وجود عوامل محرضة أخرى وعوامل إجتماعية وجملة الإنتعاش
وبرأي هؤلاء الباحثين يمكن ان تظهر عند معايشة وإحتكاك الطفل الصغير للإنسان البالغ، ويمكن أن يكون سبب في راحة صراخ الطفل الذي يظهر كرد فعل يعكس عدم ارتياحه وسروره، هو الجوع وزيادة التأثر قبل النوم والألم والمؤثرات الحرارية
ان الإنفعالات الإيجابية تظهر وتتطور تحت التأثيرات السمعية والصوتية : الأم تغني لطفلها أغنية عذبة ، وتهدهده، وتتبتسم له بحنان ،وتتحدث إليه بشيئ ما طيب ولطيف، وتنحني فوقه وهنا فقط يمكن للإنفعالات الإيجابية أن تظهر.
"كتبت م . إكيستيا كوفسكايا"
إن مظاهر البهجة أول ما تبرز لدى الطفل عند تلقيه تأثيرات خارجية على أعضاء الحواس، التي تؤكد بأن ظهور الإنفعالات الإيجابية لدى الطفل مرتبطة مباشرة بتلبية حاجته العضوية ، فجميع المعلومات التي استطعنا الحصول عليها تشير إلى أن تلبية الحاجات العضوية للطفل تساهم فقط في تجاوز الإنفعالات السلبية لديه، مشكلة بذلك مقدمات لظهور الإنفعالات الإيجابية دون أن تكون هي نفسها من يواجه هذه الإنفعالات. وهذا يؤكد أيضا تلك الحقيقة التي تعتبر أن الإنفعالات الإيجابية تظهر بعد فترة من تشكل الإنعكاسات الإنفعالية السلبية، وأن ظهور هذه الإنفعالات الإيجابية يشير إلى تشكل ما يسمى بالتركيز السمعي والبصري، أي الإستجابة المميزة لعيني وأذني الطفل للتأثيرات الموافقة. وقد اتضح أن تشكل " مجموعة الإنتعاش " يتطابق مع بداية التركيز السمعي والبصري فحتى الاسبوع الثالث من العمر تقريبا لا يستطيع الطفل تحديد مصدر الصوت، بالرغم من مقدرته على سماع الأصوات، ولا يستطيع تركيز بصره على الأشياء، بالرغم من مقدرته على سماع الأصوات، ولا يستطيع تركيز بصره على الأشياء بالرغم من كونه يسطيع رؤيتها ،ولا يستطيع الطفل تركيز سمعه وبصره إلا بعد الإسبوع الثالث من عمره، حيث يبدأ بإدارة رأسه بإتجاه مصدر الصوت ويلاحق ببصره الأشياء المتحركة
اللهم أصحلنا وأصلح لنا أبناءنا واجعلهم زخرا طيبا لهذه الأمة آمين
المرجع تربية مشاعر الطفل في الأسرة
تأليف ي. إ.كولتشيسكايا
ترجمة د عبد المطلب أبوسيف
مراجعة دماجد علاء الدين

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق