تربية الأبناء بالرفق

الاثنين، 14 يناير 2013

طفلك واحترام الذات




يولد الطفل ناقص النمو و يعتمد على أمه في تأمين استمرارية حياته فيكون اعتماديا على أمه التي تكون رابطته مع الحياة و مع البيئة المحيطة به. ثم تنتقل هذه الاعتمادية إلى المحيط الأسري و إلى البدلاء بحيث تختلف أشكال الاعتمادية و تتطور دون أن تختفي أو تزول. إذ تنتقل إلى المجتمع الواسع في مرحلة النضج. حيث إحدى تعريفات الإنسان أنه حيوان اجتماعي. فإذا ما نظرنا للاضطراب النفسي وجدنا أثر البيئة  في هذا الاضطراب إلا أن أثر البيئة هذا يتضاعف في حالة الطفل لأنه أكثر اعتمادية من البالغ. فلو نحن راجعنا ظواهر الاضطرابات النفسية عند الطفل لرأينا أن الفشل المدرسي و اكتئاب الطفل و غيرته و انخفاض شهيته كلها ظواهر تشير إلى خلل الاتصال داخل الأسرة وهو ما نسميه باضطرابات التواصل الأسري. لذلك كان من الطبيعي أن يسعى المعالجون إلى إصلاح الخلل المحتمل في هذا الجهاز في سياق سعيهم لعلاج اضطرابات الطفل.
و نظرا لانتشار هذا التيار العلاجي، المتوجه للأسرة كوحدة علاجية، و فعاليته رأينا أن نقدم في هذه المقالة لمحة عن العلاج الأسري بتياراته المختلفة.
الخلاصة: على الرغم من التغيرات التي طالت هيكلية الأسرة فإنها لا تزال محتفظة بدورها الوظيفي كنواة لمختلف الخلايا الاجتماعية. و بغض النظر عن تطور وسائل الاتصال و الانفتاح على العالم الخارجي فإن الثوابت الوظيفية لدور الأسرة لا تزال على حالها. وهي غير قابلة لمساس أقله على المستوى المنظور. إذ تبقى الشحنات النرجسية الصادرة عن الأم باتجاه وليدها هي المقررة لمدى قدرته على استيعاب العالم الخارجي عبر استيعابه لموقع جسده في هذا العالم. كذلك تبقى رؤية الأسرة لعالم ما بعد الموت مسيطرة على لا شعور أفرادها. و تقترن هذه السيطرة بسيطرة سلسلة من الأساطير العائلية البحتة. فإذا ما أردنا الحديث عن التغيير اللاحق بالأجهزة الأسرية فإننا نتكلم عن صعوبة استمرار الأسرة بلعب هذه الأدوار التقليدية في أجواء معيقة لهذه الأدوار. و بعيدا عن الدخول في جدل الحقوق و الحداثة نرد قارءنا إلى العالم النفساني جون بوولبي الذي يؤكد على حاجة الأسرة لدور أمومي مركزي و مدعم للسلطة الوالدية. حيث تعرضت آراء وولبي لانتقادات عنيفة في الستينيات لكنها عادت لتسود ابتداء من الثمانينيات. حين أدرك الغرب هشاشة الجيل المربي على طريقة سبوك [التربية الحديثة].
:


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق