لندن- أ. ش. أ
" أظهر استطلاع حديث للرأي، أن 62% من الآباء البريطانيين يفضلون طفلا واحدا فقط أكثر من باقي أبنائهم الآخرين، مما دفع الأشقاء الأكبر سنا إلى الشعور أنه يمكنهم فعل المزيد من الأشياء لنيل رضا الآباء والصعود إلى قمة قائمة الأبناء المفضلين .وقد أشار نصف الأبناء الذين خضعوا إلى الاستطلاع إلى أنهم شعروا أن آباءهم وأمهاتهم كانوا يميزون بينهم وبين الأشقاء الآخرين مما يؤكد تفضيلهم لأحد الأبناء على الآخر، أما النسبة للآباء الذين اعترفوا بتفضيل أحد الأبناء فإن 8% أكدوا أنهم يعاملون هذا الطفل بشكل مختلف، كما استشهد نحو 42% من الآباء والأمهات بوجودهم كسند مع هذا الطفل كسبب لتفضيله على الآخر.
وقال مارك بيرسون الذي قام بإجراء الاستطلاع على حوالي 12.37 من الآباء ممن لديهم طفلين على الأقل تراوحت أعمارهم إلى 3 سنوات فيما فوق "إن معظم الآباء قد وافقوا على أنه ليس بالضرورة إعطاء نفس القدر من الاهتمام والحب لجميع الأطفال على حد سواء، وذلك لأن كل طفل مختلف عن الآخر".
وقد أظهرت النتائج أن أولئك الذين اعترفوا بإعطاء المزيد من الاهتمام لطفل واحد مقارنة بغيره، 45 في المائة منهم أكدوا أن هذا الطفل لديه احتياجات مختلفة، فيما أشار خمس المشاركون إلى أن السبب يرجع إلى قضائهم أوقات مختلفة مع باقي الأبناء.
وقد أظهرت الدراسة التي أجريت فى ولاية بريستول أن الأطفال الأكبر سنا قد منحوا المزيد من الاهتمام بسبب ارتفاع معدل الذكاء لديهم لذلك كان هناك اختلاف في طريقة المعاملة في المراحل الأولى من حياتهم"
ذكرني بما يدور كثيرا من حوارات بين الأمهات، وللأسف كانت هذه هي بعض الحوارات عن أحد الأبناء المفضلين ذات يوم زارتنا صديقة عندها ثلاثة أطفال وقالت أنها تحب أحدهما حب خاص وهي لا تعرف لماذا لكن أخوته يعرفون جيدا حبها له وهي من أعلمتهم لكي لا يؤذيه أحد أو يتسبب في حزنه.
وفي احدى الزيارات قالت لي والدة إحدى صديقاتي بعد أن عرفتها على أبنائي ذكرتهم بالترتيب فقالت لي أكيد تحبين أصغرهم وله معزة خاصة لديك فقلت لها جميعهم واحد لعل اهتمامي يزداد شيئا ما مع من يحتاجني اكثر في هذه اللحظة (كمرض .. امتحانات .. مشكلة تحتاج لحل )اما غير ذلك فجميعهم سواء فقالت لي ..لا أنا أحب ابنتي الصغرى والجميع يعرف ذلك ولا يستطيع اي احد من أخوتها التعرض لها لو بكلمة.
وأخرى قالت لا.. أنا أحب الكبير فالكبير هو على حد تعبيرها ( ابن عمري ) أي هو الكبير ووصفته بأنه هو أول فرحتهم وهو من شاركها حياتها الزوجية من البداية.
وأخرى قالت أنها تحب إحدى بناتها لأنها تحمل إسم والدتها ..وأخرى تحب ابنها لأنه يحمل أسم والدها ..وأخرى تقول أن زوجها هو من يحب ويميز من يحمل إسم إحدى والديه.
وأخرى تشتكي من كره والدتها لها لأنها شبه والدها وأهله .. وتفضل أخوتها في المعاملة لأنهم شبهها وشبه عائلتها .. وأن والدتها تثورعليها كلما إختلفت مع والدها وكأنها هي والدها
سؤال هل من الممكن أن يكون لدي ابن مفضل على الآخر..؟؟ قد يكون هو اكثرهم صلة بالوالدين وتفهما لهما..؟؟(ربما هذا سببا من الأسباب) .. ولكني من حديث كثير من الصديقات وجدت كثيرات يشتكين من تفضيل أمهاتهم لبعض أخوتهم رغم أنهم غير بارين بوالديهم بالقدر الكافي أو انهم أكثر تعبا وتسببا للمشاكل للوالدين ..
ورأيت أسر تفضل البنين على البنات لأنه من يحمل إسم أبيه وهو من سيجعل اسم ابيه يتردد حتى بعد وفاته..!!
وأسرأخرى تفضل البنات على البنين لأنهن الأضعف وهن من يحتجن الرعاية والحنان ولأنهن سيفقدن كل شيئ بعد وفاة الوالدين ..!!
وكثيرا ما يتطرق التفضيل ليس بالقلب فقط ولكن في العطاء والميراث ..فيعطوون الذكر ويقومون بترضية الأنثى (ترضيتها بمعنى إعطائها مبلغ من المال لأنهم لا يرثون البنات وخاصةالعقارات والأراضي) لكي لا يأخذ من مالهم غريب(زوج الأنثى)..وآخرون يعطون الأنثى الأكثر لأنها بعد وفاة أبيها أخوها لن يعطيها شيئا لأن الأنثى أحن من الولد .. اسباب كثيرة تعددت ولكن النتيجة واحدة هي التمايز والتفاضل بين الأبناء
قد يتقبل عقلي هذه التفرقة عند الغرب .. أما نحن فما هو الداعي إلى تفضيل أحدهما على الآخر ..؟؟ وهل إذا أحب الوالدين طفلا لأنه متميز عن أخوته فمن الصواب أن يقومون بإخبار باقي الأخوة لكي لا يضايقه أحد لكي يرضي والده أو والدته..؟؟
هل يشعر الوالدين بما يقدمونه للمجتمع من نفوس بشرية متعبة سواء كانت مميزة في المعاملة أو نفوس شعرت بالظلم في مكان كان هوعالمه الأولي ..؟؟
للأسف الكثير من الوالدين لا يشعر بمردود هذه التفرقة إلا بعد أن يكبر الأبناء.. فيرى حصاد وثمار ما زرعت أيديهم.
أين ارشادات الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لنا في العدل بين الأبناء والمساواة بينهم حتى في القبلة والحضن والعطاء ..
ولنختم حديثنا بهذا الحديث النبوي الشريف
" وقال الحسن : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه إذ جاء صبي حتى انتهى إلى أبيه ، في ناحية القوم ، فمسح رأسه وأقعده على فخذه اليمنى ، قال : فلبث قليلاً ، فجاءت ابنة له حتى انتهت إليه ، فمسح رأسها وأقعدها في الأرض ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فهلا على فخذك الأخرى " ، فحملها على فخذه الأخرى ، فقال صلى الله عليه وسلم : " الآن عدلت ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق