تربية الأبناء بالرفق

الخميس، 14 مارس 2013

البناء العاطفي والنفسي داخل أطفالنا




تشكل العاطفة مساحة واسعة في نفس الطفل الناشئ، وهي تكوّن نفسه وتبني شخصيته، فإن أشبعها بشكل متوازن كان إنساناً سوياً في حياته كلها وإذا اختل هذا التوازن بالزيادة أو النقصان تشكلت لديه عقد لا تحمد عقباها.. فالزيادة تجعله مدللاً لا يقوم بتكاليف الحياة بجدٍّ ونشاط؛ ونقصانها يجعله إنساناً قاسياً عنيفاً على كلِّ مَن حوله، لذلك فإن البناء العاطفيَّ له أهمية خاصة في بناء نفس الطفل وتكوينه. وهذا البناء يلعب فيه الوالدان الدور الأكبر، إذ هما المصدر الأساسي لأشعة العاطفة التي تبني نفسه، وهما الركن الرشيد، الذي يأوي إليه الطفل، لينعم بحرارة العاطفة، ونعمة الأبوة والأمومة، لذلك نجد في نهاية هذا الفصل أهتماماً كبيراً لصنفين من الأطفال، يقلل الوالدان أو أحدهما العطف عليه، وهما البنت واليتيم، ونظراً لاهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بالأطفال، فإنه عني بهما عناية خاصة، ومنزلة خاصة، فحبذا المجتمع المسلم يقوم بدور الأب لهذا اليتيم، وحبذا الوالدان يهتمان بتربية البنت، ورعايتها، ومساواتها مع أخيها الذكر.

بقي السؤال: كيف نبني عاطفة الطفل ونؤدي له حقه ليكون إنساناً سوياً في حياته؟


للجواب على هذا السؤال ستكون لنا جولة مع المربي الأول الرسول 
صلى الله عليه وسلم لاستنباط الأسس الهامة التي بها نكون قد سرنا على خطى ثابتة مصدرها السنَّة النبوية.


أن واحدة من اساسيات أسس البناء العاطفي :



ا- المداعبة والممازحة مع الأطفال :

سنعيش مع طائفة من الأحاديث النبوية الشريفة، نأخذ منها الدروس العملية، من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في مداعبة الأطفال، تارة بالركض، وأخرى بالحمل، وثالثة بتصغير الاسم، ورابعة بالمضاحكة وإلى غير ذلك .


وهذه الأعمال إن لم يقم بها الوالدان لأنها واجب تربوي، فهم مطالبون بها للاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم :عَنْ يَعْلَى بن مُرَّةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ 

صلى الله عليه وسلم فَدُعِينَا إِلَى طَعَامٍ، فَإِذَا الْحُسَيْنُ يَلْعَبُ فِي الطَّرِيقِ، فَأَسْرَعَ النَّبِيُّ 

 صلى الله عليه وسلم أَمَامَ الْقَوْمِ، ثُمَّ بَسَطَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ حُسَيْنٌ يَمُرُّ مَرَّةً هَهُنَا وَمَرَّةً هَهُنَا يُضَاحِكُهُ حَتَّى أَخَذَهُ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ فِي ذَقَنِهِ وَالأُخْرَى بَيْنَ رَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ، ثُمَّ اعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :حُسَيْنٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سِبْطَانِ مِنَ الأَسْبَاطِ.[1]







وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ هَاتَانِ، وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ هَاتَانِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِكَفَّيْهِ جَمِيعًا حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا وَقَدَمَاهُ عَلَى قَدَمَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَهُوَ يَقُولُ: "حُزُقَّةُ حُزُقَّةُ ارْقَ عَيْنَ بَقَّةٍ "، فَيَرْقى الْغُلامُ حَتَّى يَضَعَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ لَهُ: "افْتَحْ "، قَالَ: ثُمَّ قَبَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ أَحِبَّهُ فَإِنِّي أُحِبُّهُ ".[2]


وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَيْتِ فَاطِمَةَ فَسَلَّمَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ أَوِ الْحُسَيْنُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "ارْقَ بِأَبِيكَ أَنْتَ عَيْنُ بَقَّةٍ "، وَأَخَذَ بِأُصْبُعَيْهِ، فَرَقَى عَلَى عَاتِقِهِ، ثُمَّ خَرَجَ الآخَرُ الْحَسَنُ أَوِ الْحُسَيْنُ مُرْتَفِعَةً إِحْدَى عَيْنَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "مَرْحَبًا بِكَ، ارْقَ بِأَبِيكَ أَنْتَ عَيْنُ الْبَقَّةِ "، وَأَخَذَ بِأُصْبُعَيْهِ فَاسْتَوَى عَلَى عَاتِقِهِ الآخَرِ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَقْفِيَتِهِمَا حَتَّى وَضَعَ أَفْوَاهَهُمَا عَلَى فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُمَا ".[3]



وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم يَأْخُذُ بِيَدِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ فَيَرْفَعُهُ عَلَى بَاطِنِ قَدَمَيْهِ، فَيَقُولُ: "حَزُقَّةٌ حَزُقَّةٌ تَرَقَّ عَيْنَ بَقَّةَ اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وَأُحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ "قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: سَأَلْتُ الْأُدَبَاءَ عَنْ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالُوا لِي: إِنَّ الْحَزُقَّةَ: الْمُقَارِبُ الْخُطَى وَالْقَصِيرُ الَّذِي يُقَرِّبُ خُطَاهُ، وَعَيْنُ بَقَّةَ أَشَارَ إِلَى الْبَقَّةَ الَّتِي تَطِيرُ وَلَا شَيْءَ أَصْغَرَ مِنْ عَيْنِهَا لِصِغَرِهَا، وَأَخْبَرَنِي بَعْضُ الْأُدَبَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم  أَرَادَ بِالْبَقَّةِ فَاطِمَةَ، فَقَالَ لِلْحُسَيْنِ: يَا قُرَّةَ عَيْنِ بَقَّةَ تَرَقَّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ "[4]


وعَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ -  صلى الله عليه وسلم - أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِى أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ - قَالَ أَحْسِبُهُ فَطِيمٌ - وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ « يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ ».نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلاَةَ وَهُوَ فِى بَيْتِنَا، فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِى تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ، ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّى بِنَا[5] .


وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ  صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ وَلَهَا ابْنٌ مِنْ أَبِي طَلْحَةَ يُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ، وَكَانَ يُمَازِحُهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَرَآهُ حَزِينًا، فَقَالَ: مَالِي أَرَى أَبَا عُمَيْرٍ حَزِينًا ؟ فَقَالُوا: مَاتَ نُغَرُهُ الَّذِي كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ: أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ.[6]


قَال الحافظ ابْنُ حَجَرٍ: "وفيه جواز الممازحة وتكرير المزح وأنها إباحة سنة لا رخصة، وأن ممازحة الصبي الذي لم يميز جائزة، وتكرير زيارة الممزوح معه. وفيه ترك التكبر والترفع، والفرق بين كون الكبير في الطريق فيتواقر أو في البيت فيمزح"[7]  .

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ « يَا ذَا الأُذُنَيْنِ ». قَالَ مَحْمُودٌ قَالَ أَبُو أُسَامَةَ يَعْنِى مَازَحَهُ.[8]


وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَنَّانِي رَسُولُ اللهِ  صلى الله عليه وسلم بِبَقْلَةٍ كُنْتُ أَجْتَنِيهَا.  [9]


وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -  رضي الله عنه - قَالَ لَمَّا قَدِمَ النَّبِىُّ -  صلى الله عليه وسلم 
 - مَكَّةَ اسْتَقْبَلَهُ أُغَيْلِمَةُ بَنِى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَحَمَلَ وَاحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَالآخَرَ خَلْفَهُ [10]

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -  رضي الله عنه - أَنَّ أُسَامَةَ -  رضي الله عنه - كَانَ رِدْفَ النَّبِىِّ - 


 صلى الله عليه وسلم - مِنْ عَرَفَةَ إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ، ثُمَّ أَرْدَفَ الْفَضْلَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى مِنًى.قَالَ فَكِلاَهُمَا قَالَ لَمْ يَزَلِ النَّبِىُّ - r - يُلَبِّى، حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ[11] .


وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ إِذْ أَتَاهُ الْحَسَنُ أَوِ الْحُسَيْنُ قَالَ الْمَهْدِيُّ: أَكْبَرُ الظَّنِّ أَنَّهُ الْحُسَيْنُ فَرَكِبَ عَلَى عُنُقِهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَطَالَ السُّجُودَ بِالنَّاسِ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ أَطَلْتَ السُّجُودَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ قَالَ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ "[12]


وعَنْ أَبِى لَيْلَى قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم  - فَجَاءَ الْحَسَنُ فَأَقْبَلَ يَتَمَرَّغُ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ عَنْ قَمِيصِهِ وَقَبَّلَ زَبِيبَتَهُ. [13]


وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم - فَرَّجَ مَا بَيْنَ فَخِذَيِ الْحُسَيْنِ، وَقَبَّلَ زَبِيبَتَهُ.رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ[14]


وعَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم 
 يُفَرِّجُ بَيْنَ رِجْلَيِ الْحُسَيْنِ وَيُقَبِّلُ زَبِيبَتَهُ "[15]


إن تقبيل الولد الصغير وحمله والتحفى به ممايستحق به رحمة الله، ألا ترى حمل النبي صلى الله عليه وسلم أمامه ابنه أبى العاص على عنقه فى الصلاة، والصلاة أفضل الأعمال عند الله، وقد أمر عليه السلام بلزوم الخشوع فيها والإقبال عليها، ولم يكن حمله لها مما يضاد الخشوع المأمور به فيها، وكره أن يشق عليها لو تركها ولم يحملها فى الصلاة وفى فعله صلى الله عليه وسلم ذلك أعظم الأسوة لنا فينبغي الاقتداء به فى رحمته صغار الولد وكبارهم والرفق بهم، ويجوز تقبيل الولد الصغير فى سائر جسده.[16]


وعَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: أَرِنِي الْمَكَانَ الَّذِي قَبَّلَهُ مِنْكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "فَكَشَفَ لَهُ عَنْ سُرَّتِهِ "قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قَالَ شَرِيكٌ: لَوْ كَانَتِ السُّرَّةُ مِنَ الْعَوْرَةِ لَمْ يَكْشِفْهَا لَهُ "[17]

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى أَتَيْنَا سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعٍ ثُمَّ انْصَرَفَ فَأَتَى بَيْتَ عَائِشَةَ ثُمَّ قَالَ: أَثَمَّ لُكَعُ - يَعْنِي حُسَيْنًا - وَظَنَنْتُ أَنَّ أُمَّهُ حَبَسَتْهُ تَغْسِلُهُ أَوْ تُلْبِسُهُ سِخَابًا فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ يَشْتَدُّ فَعَانَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ "[18]

وعَنِ الْبَهِيِّ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ شَبَهَ النَّبِيِّ r مِنْ أَهْلِهِ فَقَالَ: أَنَا أُخْبِرُكُمُ بِأَشْبَهِ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم 
"الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَأْتِي النَّبِيَّ r وَهُوَ سَاجِدٌ وَيَرْكَبُ ظَهْرَهُ فَمَا يُنْزِلُهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْزِلُ أَوْ يَأْتِيهِ وَهُوَ رَاكِعٌ فَيُفَرِّجُ لَهُ بَيْنَ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ "[19]


وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: "جَاءَ صَبِيٌّ قَدْ سَمَّاهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم 
 وَهُوَ سَاجِدٌ فَرَكِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ قَامَ وَهُوَ عَلَى ظَهْرِهِ ثُمَّ رَكَعَ ثُمَّ أَرْسَلَهُ فَذَهَبَ "[20]

وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ  صلى الله عليه وسلم  وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَثِبَانِ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَأْخُذُهُمَا النَّاسُ فَقَالَ: "دَعُوهُمَا بِأَبِي هُمَا وَأُمِّي، مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ "[21]


وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ الْحَسَنَ، أَوِ الْحُسَيْنَ كَانَ يَجِيءُ وَنَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ فَيَرْكَبُ عَلَى ظَهْرِهِ فَيُطِيلُ السُّجُودَ فَقِيلَ لَهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَقَدْ أَطَلْتَ السُّجُودَ فَقَالَ: "إِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ "[22]

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ "فَأَخَذَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَرْكَبَانِ عَلَى ظَهْرِهِ فَلَمَّا جَلَسَ وَضَعَ وَاحِدًا عَلَى فَخِذِهِ وَالْآخَرَ عَلَى فَخِذِهِ الْأُخْرَى قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: أَلَا أُبَلِّغُهُمَا أَهْلَهُمَا فَبَرَقَتْ بَرْقَةٌ فَلَمْ يَزَالَا فِي ضَوْئِهَا حَتَّى دَخَلَا "[23]

وعَنْ يَعْلَى الْعَامِرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَغَرَ فَاهَ الْحُسَيْنِ فَقَبَّلَهُ ثُمَّ قَالَ: "أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا وَحَسَنًا سِبْطَانِ مِنَ الْأَسْبَاطِ "[24]

وعَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ 
 صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "ابْنَايَ هَذَانِ هُمَا رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا "  [25]


وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ  صلى الله عليه وسلم صَلَّى وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا فَإِذَا قَامَ رَفَعَهَا، وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم 
 فَعَلَ ذَلِكَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ "[26]


وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: عَثَرَ أُسَامَةُ بِعَتَبَةِ الْبَابِ فَشُجَّ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "أَمِيطِي عَنْهُ الْأَذَى "فَتَقَذَّرْتُهُ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم 
يَمُصُّهُ وَيَمُجُّهُ ثُمَّ قَالَ: "لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً لَحَلَّيْنَاهُ وَكَسَوْنَاهُ حَتَّى تُنَفِّقَهُ "[27]


وعَنْ عَائِشَةَ،  رضي الله عنهاا قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم 
 : "اغْسِلِي وَجْهَ أُسَامَةَ "فَنَظَرَ إِلَيَّ وَأَنَا أُنَقِّيهِ فَضَرَبَ يَدِي ثُمَّ أَخَذَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثُمَّ قَبَّلَهُ ثُمَّ قَالَ: "أَحْسَنَ اللَّهُ إِذْ لَمْ يَكُنْ أُسَامَةُ جَارِيَةً "[28]


وعَنِ الْبَهِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: "قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ بِنَا إِذْ لَمْ يَكُنْ أُسَامَةُ جَارِيَةً، وَلَوْ كُنْتَ جَارِيَةً لَحَلَّيْنَاكَ حَتَّى يُرْغَبَ فِيكَ "[29]

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم : "رِيحُ الْوَلَدِ مِنْ رِيحِ الْجَنَّةِ "[30]

وعَنْ عَائِشَةَ  رضي الله عنها، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، كَانَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَهَبَ يَمْسَحُ مُخَاطَهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَنَا إِلَيْهُ قَالَ: "يَا عَائِشَةُ أَحِبِّيهِ فَإِنِّي أُحِبُّهُ "[31]

وعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: إِنْ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيَأْخُذُنِي وَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ عَلَى الْأُخْرَى ثُمَّ يَضُمُّنَا ثُمَّ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا "[32]

وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  فَجِيئَ بِالْحَسَنِ أَوِ الْحُسَيْنِ فَبَالَ عَلَيْهِ فَأَرَادَ بَعْضُ الْقَوْمِ أَنْ يَتَنَاوَلَهُ فَقَالَ: "ابْنِي ابْنِي "فَلَمَّا قَضَى بَوْلَهُ صَبَّ عَلَيْهِ الْمَاءَ"[33]

 وعَنْ عَائِشَةَ،رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم 
 يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ فَيَدْعُو لَهُمْ وَيُبَرِّكُ عَلَيْهِمْ، فَأُتِيَ بِصَبِيٍّ فَبَالَ عَلَيْهِ فَدَعَى بِمَاءٍ فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ "[34]


واقتدى الصحابة رضوان الله عليهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسارعوا إلى ممازحة ومداعبة أطفالهم، وكانوا ينزلون إلى منازلهم، ويتصابون لهم، ويلاعبونهم.قَالَ أَبُو كَامِلٍ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ: دَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ أَنَا وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَإِذَا مُعَاوِيَةَ قَدْ جَثَى عَلَى أَرْبَعٍ وَفِي عُنُقِهِ حَبْلٌ وَهُوَ بِيَدِ ابْنِهِ يَلْعَبُ مَعَهُ صَغِيرًا فَلَمَّا دَخَلْنَا سَلَّمْنَا عَلَيْهِ اسْتَحْيَا مِنِّي ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ كَانَ لَهُ صَبِيٌّ فَلْيَتَصَابَا لَهُ "[35]


وعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ؛ قَالَ :كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ فِي أَهْلِهِ مِثْلَ الصَّبِيِّ، فَإِذَا الْتُمِسَ مَا عِنْدَهُ وُجِدَ رَجُلًا.قَالَ الثَّوْرِيُّ: وَبَلَغَنَا عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ فِي أَهْلِهِ وَأَزْمَتِهِمْ إِذَا جَلَسَ مَعَ الْقَوْمِ .[36]


 وعن مُحَمَّدَ بْنِ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ ؛ قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ y رَجُلا عَلَى عَمَلٍ، فَرَأَى عُمَرَ رضي الله عنه يُقَبِّلُ صَبِيًّا لَهُ، فَقَالَ: تُقَبِّلُهُ وَأَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؟ ! لَوْ كُنْتُ أَنَا مَا فَعَلْتُهُ.فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: فَمَا ذَنْبِي إِنْ كَانَ قَدْ نُزِعَ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةُ ؟ ! إِنَّ اللهَ لا يَرْحَمُ مِنْ عِبَادِهِ إِلا الرُّحَمَاءَ.قَالَ: وَنَزَعَهُ عَنْ عَمَلِهِ، وَقَالَ: أَنْتَ لا تَرْحَمُ وَلَدَكَ ؛ فَكَيْفَ تَرْحَمُ النَّاسَ ؟ ![37]

بهذه المداعبة والملاعبة والتصابي ومحاكاة الطفل، كان يتعامل رسول الله 
 صلى الله عليه وسلم مع الأطفال، وهو يغذي نفوسهم بهذه العاطفة الصادقة الطيبة، بعيداً عن الجفاء والقسوة، وعدم إعطاء الطفل حقه .

____________


[1] - المعجم الكبير للطبراني - (16 / 139) (18155 ) حسن
[2] - المعجم الكبير للطبراني - (3 / 82) (2587) حسن
[3] - المعجم الكبير للطبراني - (3 / 81)(2586) فيه جهالة
[4] - مَعْرِفَةُ عُلُومِ الْحَدِيثِ لِلْحَاكِمِ (181 ) حسن
[5] - صحيح البخارى- المكنز - (6203 ) -النغير: تصغير نغر وهو طائر يشبه العصفور أحمر المنقار
[6] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (4 / 487) (12957) 12988-  صحيح
[7] - فتح الباري 10 / 584 - ط . مكتبة الرياض الحديثة . والموسوعة الفقهية الكويتية - (36 / 274)
[8] - سنن الترمذى- المكنز - (2123) وَهَذَا الْحَدِيثُ حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
[9] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (4 / 328) (12286) 12311- ضعيف
[10] - صحيح البخارى- المكنز - (5965 )
[11] - صحيح البخارى- المكنز - (1543 و1544 )
[12] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (216 ) صحيح مرسل
[13] - السنن الكبرى للبيهقي- المكنز - (1 / 137) (667) حسن لغيره - التمرغ: التقلب
[14] - المعجم الكبير للطبراني - (3 / 85)(2592) حسن
[15] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (208 ) حسن لغيره
[16] - شرح ابن بطال - (17 / 252)
[17] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا ( 209 ) حسن
[18] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (210 ) صحيح
[19] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (211 ) ضعيف
[20] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (212 ) حسن لغيره
[21] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (214 ) صحيح
[22] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (215 ) حسن لغيره
[23] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (217 ) صحيح
[24] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (218 ) حسن
[25] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (219 ) صحيح
[26] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (223) صحيح
[27] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (224 ) صحيح
[28] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (225 ) حسن
[29] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (226 ) حسن
[30] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (227 ) وطبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ الأصبهاني - (702  ) وشعب الإيمان - (13 / 409)(10550 ) حسن لغيره
[31] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (228 ) حسن
[32] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (229 ) صحيح
[33] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا(232 ) حسن لغيره
[34] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (233 ) صحيح
[35] - النَّفَقَةُ عَلَى الْعِيَالِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (230 ) فيه جهالة
[36] - لمجالسة وجواهر العلم - (3 / 430)(1038 ) فيه انقطاع
[37] - المجالسة وجواهر العلم - (6 / 326)(2709 ) ضعيف معضل

مماقرأت وأحببت أن تشاركوني فيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق