تربية الأبناء بالرفق

الأحد، 3 مارس 2013

بين هويتنا والانفتاح على العالم


بين هويتنا والانفتاح على العالم



تعيش الأمم وشعوبها ويتنازعها عاملان قويان يؤثران عليها ويكونان سببا في توجيه أفكارنا وسلوكنا هما الأصالة والمعاصرة 

والأصالة هي كل ما يتعلق بإكتشاف اصل المجتمع وذاته والمحافظة عليه. وفيه نحتاج إلى وجود تواصل بين التراث والتاريخ والماضي و بين ثقافة المجتمع  الحالية والمعاصرة

ولا يمكن لمجتمع ما أن يتخلى عن الأصالة ليعيش المعاصرة فهو إن فعل كمن يبني قلعة جميلة وكبيرة ولكنه يبنيها على رمال شواطئ البحار.

وايضا لا يمكن لمجتمع ما أن يعيش الاصالة ويتخلى عن المعاصرة ويبتعد عن مواكبتها أو التاثر بها ولو بشكل بسيط او مقدار قليل. ومن المستحيل أن نتخيل ذلك أو نتصوره لأنه يعد ضربا من الخيال. فحتى البلدان التي استطاعت بشكل كبير الحفاظ على هويتها إلا أن المعاصرة والإنفتاح العالمي كان لهما بعض الأثر في تغير بعض المظاهر والسلوك والعادات وخاصة لدى المرحلة العمرية لفئة الشباب.

وكل حضارة قوية بنيت في الماضي او الحاضر قامت على التوازن بين الأصالة والمعاصرة.

إننا دائما بحاجة إلى أعمدة الأصالة. بحاجة لوجود تواصل بين التراث الماضي وبين ثقافة الحاضر.

وبين هويتنا والإنفتاح .. بين الأصالة والمعاصرة تُبنى الأمم. وبدون ذلك تعيش البلدان والمجتمعات حالات اللاهوية أو الفراغ الداخلي. ونرى حالات المجتمع كمجموعات مقلدة. لا تحمل صفة مميزة بها أو عنوان. كل يوم لهم مظهر وعلامة مختلفة عن اليوم الذي يسبقه.

مجتمع لا يشعر بإنتماء ولا يشعر بوطن ولا يشعر بقيمة لذاتهم أو أي قيمة . لأوطانهم أولحياتهم نفسها.

نعم نحتاج لتواصل بين التراث - الماضي - التاريخ وبين تقافة الحاضر - المعاصرة - التقدم. بحيث يصبح التراث معينا ومنبعا نأخذ منه ما يُعيننا في بناء الحاضر ورسم صورة مشرقة للمستقبل وفق عملية إنتقائية دقيقة صافية تمثلنا نحن وتعبر عنا وعن هويتنا. 

ما نراه حولنا وما تعانيه الأسرة وابنائها من صراع بين الأصالة والمعاصرة يجعلنا نبحث ونحاول الإجابة على عدة أسئلة:

هل حقيقة هناك صراع بين الأصالة والمعاصرة. بين الهوية والإنفتاح على العالم...؟؟ وإن وجد فإلى أي مدى ..؟؟؟ وماهي آلية قياس ومعرفة درجة الصراع والتأثير..؟؟

كيف لنا أن نتقبل الإنفتاح والمعاصرة بدون أن يؤثر ذلك على ثقافتنا وحضارتنا ..؟؟

كيف نستطيع ان نعلم أبناؤنا الأصالة والحفاظ على الهوية ومن المسؤل عن ذلك واهم مرحلة عمرية يتلقى فيها الأبناء التربية العملية والنظرية عن هويته وعالمه الخاص ...؟؟

وهل ضاعت منا هويتنا .. كيف نستردها .. وأي هوية نحتاج ...؟؟؟

وهل التربية المستقبلية ستتطلب من الأسر والمدارس التركيز على الهوية 

الأخلاقية للطفل وعلى سمات الفاعلية و الإنجاز أم أننا سنحتاج معها إلى 

أنواع أخرى ..؟؟؟

سنحاول ان شاء الله في المرة القادمة أن نلقي الضوء على هذه الأسئلة ومناقشتها بشكل مفصل  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق