تربية الأبناء بالرفق

الأحد، 28 أبريل 2013

أهم مرحلة يمكن أن يكتسب فيها الطفل الثوابت والقيم والهوية



تعتبر مرحلة الطفولة من أهم أو هي اهم المراحل لغرس كل الطيبات بداخل حياة الفرد أو الإنسان ..وفي هذه المرحلة يكون الوالدان هما المعلمين الأولين للطفل قبل الجدود والأخوال والأعمام (أي العائلة ..و الجيران) ..ثم مع مرحلة الطفولة المتوسطة ينتقل الطفل من عالم الأسرة الصغير المحدود إلى عالم المدرسة (روضة + ابتدائي )

في مرحلة الطفولة المتوسطة يلتحق الطفل بالمدرسة ومعه الكثير من أشكال السلوكيات منها السوي ومنها الغير سوي. وهنا تكمن أهمية وخطورة هذه المرحلة. وتعتبر هذه المرحلة هي أهم المراحل في تلقين وتعليم الثوابت والقيم والهوية والمواطنة والإنتماء (كل الثوابت التي يريدها الوالدان أو المجتمع في تربية الأجيال عليها وترسيخها بداخلهم )

وإذا اعتبرنا ان الأسرة هي الأساس في إكساب الطفل أشكال السلوكيات المختلفة وانواعها فإن المدرسة تعد أول أدوار البناء الحقيقي والتي سيقوم عليها باقي أدوار بناء الذات والنفس داخل الأبناء. وبقدر الرعاية التي سيمنحها مجتمع المدرسة (روضة + ابتدائي ) للطفل بقدر ما سيعطي الطفل لمجتمعه حين يكبر من ولاء وإنتماء.

وعلينا ان نكون على وعي بأن مدرسة الطفل هي مكان يكتسب فيه ويستقي منه القيم والإتجاهات الإيجابية اللازمة لنموه قبل أن يكون مكان للإكتساب المعلومات. فالمدرسة ليست مكاناً مجرداً للعملية التعليمية. فالمعلومات يمكن أن تنسى عند الطفل ، أو لا يجد لها صدى عملي في حياته المبكرة ، أو قد لا يعيها خلال هذه المرحلة (مثلا ما فائدة ان يدرس محيط الدائرة او لماذا عليه أن يعرف ظاهر التضاريس من حوله ) ، أو لا يجد لها فائدة عملية في زمنه والذي ينحصر في زمن واحد فقط اسمه الآن ، أو أنها تصبح من البديهيات.

لكن القيم والثوابت والأعراف التي يحسن وضعها وبناؤها داخل أطفالنا في هذه المرحلة العمرية تظل معه طوال حياته وتكون هي الإطار المرجعي لسلوكه في شتى مراحل حياته. وقد يشرد الطفل عما تعلمه من والديه ثم يعود ولكن نادراً ما يشرد الطفل عما تعلمه من مدرسته أو تلقاه من معلمه.


عندما نعي دور المدرسة (خاصة الروضة والابتدائية ) وانها مؤسسة اجتماعية أولا وقبل كل شيئ .وأن تسعى إلى تعليم الطفل ما هو دوره داخل مجتمعه في المستقبل عندما يكبر ويتفاعل مع مجتمعه وتعلمه كيف ينخرط في الحياة . إننا إن فعلنا ذلك فإننا نجنب الطفل حدوث صراع له حينما يجد أن مدرسته علمته شيئا ومجتمعه يحتاج شيئا آخر مختلفا ومغايرا تماما لما تعلمه في طفولته.

ولعلنا نجد أن هذه مطبقة فعليا في البلاد التي استطاعت أن تتقدم صناعيا وتنفتح على العالم الآخر مع حفاظها على قيمها وثوابتها وعادتها واوضح مثال يراه التربويون دليل على ماسبق هي التجربة اليابانية.
وفي هذا تقول ميري هوايت في كتاب التجربة والتحدي- التجربة اليابنية - وهو كتاب عرض وتعليق سعد مرسي وكوثر حسين كوجك (إن الذي يميز التجربة اليابانية عن اي تجربة أخرى في العالم المتقدم والنامي هو تجسيدها للشخصية الوطنية والتراث الوطني الياباني، وحرصهاعلى تأصيل وغرس هذه الشخصية في تربية اليابانين في مختلف المراحل التعليمية. وتظهر هذه الشخصية في تمسك اليابانين بالأصالة و بالقيم الأخلاقية التي تمتد جذورها عميقة في الماضي ، ومازالت فاعلة لا شعارات أو أقوال تردد، و لكن سلوك يحس ويباشر ويمارس )
ونحن نقف كثيرا منبهرين أمام أخلاق وسلوكيات اليابانين تجاه وطنهم وإيثار الوطن على النفس .. ولعل خير مثال على ذلك زلزال تسونامي توهوكو 2011 فقد استطاع اليابانيون التغلب على ما نتج من أضرار في فترة وجيزة وقد سمعنا قصص في الفداء والتضحية مثلما فعل كبار السن عندما تطوعوا للعمل في المناطق التي تحيط بالمفاعلات النووية حتى يصابوا هم ويحافظوا على أرواح الشباب لأنهم أمل الوطن.

إن أوطاننا أيضا قادرة على صنع ذلك فعندنا من المقومات الكثير والكثير إذا تجنبنا السلبيات التي تحيط بنا وأعدنا بناء المعلم وأعدنا بناء العلاقة بينه وبين الطالب .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق