دائما ما نحاول كوالدين أن نجعل أبناءنا أكثر جراءة منا او أكثر تفاعلا في الحياة وتزداد المحاولة ويزداد الإجبار كلما كان الطفل أكثر خجلاً ونحاول ان نجعله مقداماً جريئاً .. كما لو أن الطفل بيدنا أداة طيعة لتنفيذ الأوامر ، غير مدركين أننا بهذا الأسلوب يمكن أن نكون عامل هدم لشخصية الطفل ونزيده خجلاً ..
من هو الطفل الخجول؟
يحدث الخجل عند الطفل كانفعال طبيعي بعد سن الثالثة تقريباً ومن فترة لأخرى بمناسبة أو موقف من المواقف .
من مظاهره
ملاحظة احمرار الوجه
الإحساس بالضيق والتوتر والقلق واضطراب الأعضاء
محاولة الهروب والاختفاء عن أنظار الموجودين
يحاول دفن رأسه في حضن أمه ليتجنب ملاحظات الآخرين وانتقاداتهم أو تعليقاتهم
يحاول أن يخبئ الطفل عينيه و يغلق أذنيه حتى لا يسمع شيئاً
ما هي أسبابه؟؟
إن أحد أهم العوامل هي
شعور الطفل بعدم الأمان ،فبداخله دائما إحساس بفقد الأمن و الطمأنينة الكافية.
نقص في المهارات الاجتماعية.
يفتقر إلى الثقة بالنفس والاعتماد على الذات.
متردد ، لا مبال ، منطو على ذاته غير مستقر.
يخاف بسهولة ، يتجنب الألفة والمبادرة.
البحث عن أخطائه والسخرية من عيوبه.
الإكثار من توبيخه و تأنيبه لأتفه الأسباب.
تصحيح أخطائه بأسلوب قاس وبشكل متكرر.
يتحاشى الدخول في المغامرات الاجتماعية والاتصال مع الآخرين فلا يبدي اهتماماً بهم أوبالتحدث إليهم.
ويشعر بالاختلاف والنقص وعدم الارتياح الداخلي ويحاول دائماً الابتعاد عن الاندماج مع أقرانه في نشاطاتهم ومشاريعهم في المدرسة.
خوفه دائما من التقييم السلبي له واعتقاده بأن الآخرين سينتقدونه ويفكرون به على نحو سيء .
خوفه مصحوباً بسلوك اجتماعي غير مناسب يتصف بالارتباك وقلة الكلام مما يحول دون استمتاعه بالخبرات الجديدة أو الحصول على الثناء الاجتماعي من قبل معلميه وأصدقائه.
تجنب المعلمين الحديث مع الطفل الخجول وعدم محاولة دمجه مع زملائه.
اتباع الوالدين أساليب عشوائية في تربيته والتي تظهر في نماذج مختلفة .. كاستخدام أساليب القسوة و اللوم المتكرر والشدة الزائدة على الطفل في أن يكون مهذباً،
الإفراط في توجيهه و إرشاده أوتوجيه النقد الزائد له، أو نبذه بالقول أو بالفعل أو إهماله وعدم الاكتراث به.
أو عدم الثبات في معاملته والتأرجح (تارة بين الحزم غير العنيف وتارة التعاطف و التساهل جداً أو العقاب بعنف ).
تصحيح أخطائه أو توجيه النقض له أمام الآخرين ، مما يزيد من شعوره بأنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً صحيحاً و يتوقع دائماً الاستجابات السلبية .. ويؤدي ذلك بالطفل إلى مزيد من مشاعر القلق و الخوف.
كما أن القسوة تصنع طفلا خجولا فكذلك العناية الزائدة والدلال الزائد تصنع طفلا خجولا
من الأسباب التي تجعل الطفل يفقد الشعور بالأمن العناية الزائدة به أو إفراط الأهل بحمايته
ويظهر ذلك في عدة صور منها
رغبة الأم باعتماد طفلها عليها في المأكل والمشرب
مساعدة الطفل الدائمة في قضاء الحاجة و تنظيف الجسد وعمل الواجبات المدرسية بحيث يكون معتمدا على والديه ولا يستطيع إنجاز الواجبات إلا بوجود احد والديه.
عدم إشراكه في أي عمل من أعمال المنزل كترتيب حجرته أو مساعدة العائلة في تحضير الطعام أو التحضير للخروج الى النادي أوالذهاب في نزهة وقضاء يوم خارج المنزل.
عدم إتاحة الفرصة له بالخروج مع أصدقائه في نزهة و اللعب معهم خوفاً من وقوع الأذى عليه أو حتى لا يكتسب السلوكيات السيئة من قبل الآخرين.
مخاوف الوالدين الزائدة قد تجعل الطفل اتكالياً ، سلبياً غير فاعل و فرصته في المغامرة محدودة. معاملة الطفل( الذكر) أو الوحيد وكأنه بنت (كإطالة الشعر مثلاً أو مخاطبته وكأنه أنثى ) وذلك لخوف الوالدين من الحسد ،فينزوي الطفل و يشعر بالنقص لإحساسه بالتفاوت بين المعاملة داخل البيت وخارجه.
من الأسباب التي تجعل الطفل خجولا وجود إعاقة جسدية أو إصابته بمرض مزمن
وجود تلعثم عنده وضعف قدرته على التعبير.
الامراض المزمنة ونظرة الشفقة في عيون من حوله او التعليقات السلبية على مرض الطفل من اكبر العوامل التي تجعل الطفل خجولا وهي ايضا من العوامل التي تكون سببا في عدم استجابة جسد الطفل للدواء فكلما استطعنا دمج الطفل مع المجتمع سعد الطفل واستطاع ان يتقبل ذاته بتقبل مجتمعه له.
تحدث الوالدين دائما بصورة سلبية عن الآخرين مما يزرع الخوف عند طفلهم .وغيره ذلك...
كل العوامل السابق ذكرها تؤدي إلى شعور الطفل بالدونية وعدم الأمان وتجعله يعيش في توتر و صراع وانطواء و رغبة في تقليص الصلة بينه و بين الناس و البعد عن النشاطات و الحركة والاندماج الاجتماعي .. مما ينعكس سلباً على صحته النفسية والصحية وعلى تحصيله الدراسي .
إرشادات حول التعامل مع الطفل الخجول
- توفير مناخ عائلي للطفل يسوده الشعور بالأمن و الثقة و المحبة والوفاق الأسري.
- إشعاره بالتقبل والحب و التقدير والصداقة و الإنصات له ليفصح عما في نفسه من مشاعر غضب و قلق و مخاوف وهواجس و محاولة إيجاد الحل لها.
- الإصغاء إلى أفكار الطفل ومشاعره وأرائه ومتطلباته وقصصه ومحاولة فهمها لدى التعبير عنها ومناقشته بابتسام و لطف.
- البعد عن استخدام الأساليب السلطوية وعبارات الغضب والتأنيب والتهديد والمهانة من مثل (إياك أن تحدث أباك عن...) أو ( لا أريد سماع صوتك) ( أنت مزعج ، متعب ، بليد ...) وغيرها من كلمات قد تثير القلق وتزيد من خجله.
- عدم مقارنته بأخوة أو أصدقاء أفضل منه من حيث القدرات والاستعدادات.
- تشجيع حب الاستقلالية والاعتماد على النفس بشكل تدريجي عند الطفل الخجول و التقليل من حمايته الزائدة أو الاستمرار في تدليله وذلك لكي يستعيد ثقته بنفسه .
- تعليمه التصرف بالطريقة المناسبة لعمره .
- إتاحة الفرصة للطفل ليقول لا في المواقف التي يستطيع الاختيار فيها .
- تعليمه التعامل والتكيف مع مزاح الآخرين وإغاظتهم بدرجة بعيدة عن الحساسية المفرطة.
- تشجيعه على زيارة ومشاركة أصدقائه في النزهات و الرحلات واللعب معهم وعلى تطوير مهاراته من خلال إتاحة الفرصة له للانتساب إلى إحدى النوادي لتنمية هواياته ومواهبه في (الرسم و الموسيقى و...) وذلك بهدف التقرب والاختلاط وتدعيم تفاعله مع الآخرين أثناء قيامهم بنشاطات متنوعة ..
- تدعيم خطواته و تشجيع مبادراته و مكافأته على أعمال أو مهمات تحداها وأنجزها بمفرده أوعلى قيامه بسلوكيات اجتماعية حسنة.
- محاولة إفهام الطفل (مفهوم العلاقات الاجتماعية) إن أمكن، كيف يفكر ويشعر ويسلك الآخرون وكيف أن الصديق الجديد قد لا يتقبله الناس ببساطة وأنه من الطبيعي عدم التوافق مع كل الأشخاص.
- المساواة بين الأطفال الذكور والإناث في المعاملة و تشجيع (البنات) على أخذ المبادرة وإبداء الرأي.
- استخدام أساليب العقاب الموجهة والبعيدة عن الضرب بقصد تصحيح سلوك معين عند الطفل أو تصويبه.
- التعاون مع الأخصائي النفسي أو المرشد المدرسي في التعرف على حاجات الطفل ودوافعه ومصادر خجله و دراسة حالته و ظروفه من جميع النواحي الصحية و الاجتماعية و مساعدته على مواجهة أسباب الخجل مواجهة واقعية.
- التعاون مع معلم الطفل ومرشده النفسي أيضاً على تنمية نواحي الضعف وتعزيز الجوانب القوية والمميزة عنده بدلاً من انتقاد نقاط ضعفه و إبرازها وخاصة أمام الآخرين.
- تشجيع الطفل الخجول على الاندماج في العلاقات الاجتماعية رغم توقعات الأهل المنخفضة عنه بهذا الشأن وتشجيعه على التعبير عن خيبته أو فشله في بعض المواقف كي لا تتراكم المشاعر المحبطة في داخله وتسبب له مزيداً من القلق.
- توفير الظروف الملائمة للتلاقي مع أصدقائه ، وتدريبه من خلال اللعب و قراءة القصص على تنمية مهارات اجتماعية إيجابية تساعده على بناء علاقات خارج إطار أسرته.
-عدم تكليف الطفل بأعباء تفوق قدراته العقلية و اللفظية و الجسمية بل يجب تكليفه بالأعمال التي يشعر بأنه قادر على القيام بها و تشجيعه عليها ليكسبه شعوراً بالأهمية و التقدير .
- تدريب الطفل على التفكير الإيجابي وتعديل معتقداته حول أن يكون كاملاً وجعله يتحدث عن نفسه بطريقة إيجابية .. مثل أنا جريء ، أنا اجتماعي ..
- التعاطف مع الصعوبات التي يواجهها ومساعدته بتقديم الاقتراحات البديلة له في كيفية التعامل مع المواقف الصعبة بالنسبة له.
- تكييف توقعات الوالدين لدى ملاحظتهم سلوك طفلهم الاجتماعي الخجول في مناسبات معينة وذلك حسب إمكانياته وقدراته الاستيعابية و السلوكية وشخصيته ويفضل التريث وعدم توجيه النقد له ومضايقته.
- تنبيه الطفل إلى أخطائه على انفراد دون تعريضه لمواقف الخجل أمام أخوته وأصدقائه وعدم إبداء الحساسية الزائدة لتعليقات الآخرين عليه .
- تعليمه الفرق بين الحياء والخجل الشديد وعدم التحدث عن سلوك الخجل الزائد على أنه سلوك محبب ومهذب .
- التعاون مع المرشد المدرسي أو الأخصائي النفسي على إعطاء صورة للطفل الخجول عن كيفية تصرفاته وأدائه الاجتماعي والطريقة التي يجب أن يتعامل فيها مع الآخرين مما يساعده على معرفة مستوى مهاراته الاجتماعية و تشجيعه على تطويرها بطرق مختلفة.
- مساعدة الطفل بالتعاون مع المختص على الاسترخاء للعمل على خفض الحساسية التدريجي من الاستجابات للمثيرات المسببة للقلق.
- هذا ويمكن للأهل استخدام ألعاب من مثل الورق و الرسومات ولعبة الشطرنج فهي مثيرة ومشجعة للطفل في التعبير عن نفسه و تطوير مهارات الاتصال لديه . أو اللعب بالتمثيل مع طفلهم الخجول أدواراً ليجرب بشكل مباشر طرق جديدة للتفاعل مع من حوله ( كأن نجعل الطفل الخجول يمثل الدور الأكثر شعبية ويقوم بدور المضيف ، والأم أو الأب مثلاً بدور الضيف الصامت ويطلب منه استقبالهم و التحدث معهم بهوايات أو أشياء يحبها وتثير اهتمامه ) وبذلك يجرب بعض السلوكيات والمهارات الاجتماعية ، ويمكن إعطاءه بعض الاقتراحات المشجعة على تطوير مهاراته.
وانطلاقاً من هذا لا يفوتنا القول بأن الدور الذي يقوم به الوالدان على جانب كبير من الأهمية في تنمية شخصية الأبناء و حمايتهم أو معالجتهم من الخجل لكن يتوقف نجاح هذا الدور على مدى التوافق بين الأم والأب حول أسلوب واحد للتربية في البيت فالتوجيه السليم و الثقافة المتزنة لدى الوالدين تتيح الفرصة للطفل ليعبر عن قلقه و مخاوفه وإحباطا ته في جو عائلي دافئ مليء بالمحبة وبالتالي تشجّعه على إقامة علاقات طيبة و طبيعية مع الآخرين و التحدث معهم و طلب الجواب منهم و مداعبتهم والتسامح معهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق