الصورة للفرنسية ليزا رونزوليا التي ترفض الاعتراف بالوسائل المساعدة للمرأة العاملة وترك صغيرتها فيكتوريا للحظة واحدة بمفردها.
عرضنا في موضوعين سابقين دراسات تتحدث عن عمل المرأة ووضعنا بعض من الدراسات للرأيين .وأوضحنا أن المرأة التي اضطرتها ظروفها للخروج والعمل خارج هذا الحوار.وهو خاص لمن يبحث عما هو الأفضل لأطفالهم
إن اتخاذ القرار بالنسبة للزوجين سواء بالعمل او التفرغ للأبناء قرار ليس سهلا .وكل قرار منهم له ايجابيات وله سلبيات سواء على المرأة أو على الأسرة.
فمن تتخذ قرار بالتفرغ لأبنائها فهي تتخذ قرار بدمج حياتها وكينونتها في حياة وكينونية أبنائها واسرتها فهي بعد عدة سنوات وبعد أن يكبر الأبناء ويصبح لكل منهم اهتماماته الخاصة تجد نفسها محاطة بكثير من الفراغ. وعندما تمر الأسرة بضائقة مالية كثيرا ما تردد لنفسها لو كنت أعمل كنت شاركت وغيره من الخواطر التي تدور بداخلها.
ومن تتخذ قرار بالعمل هي اتخذت قرار بالإنفصال ولو بشكل جزئي عن حياة أطفالها وحياة أسرتها. ستعترض بعض العاملات ولكن هذه احدى نتائج عمل المرأة ولتحسبها المرأة العاملة بفرض أنها تخرج للعمل الساعة الثامنة وتعود الساعة الثانية ثم عليها رعاية المنزل وتحضير الطعام وترتيب المنزل كل هذا يستغرق منها مابين 8-9 ساعات ولو أضافنا عليهم محادثات هاتفية او متابعة تلفزيون أو زيارات او تدريب في النادي فماذا تبقى للأبناء من حوار أوملاحظة لمحة حزن او فرح او لمحة ألم على وجه الطفل.
إلا انه حقيقة المرأة المتفرغة لأبنائها تستطيع أن تعوض ولو بشكل جزئي الفراغ الذي تشعر به او تعوض عملها بإندماجها في أعمال داخل المنزل او انشطة خيرية داخل مؤسسات او أندية او مساجد تقدم خدمات ومساعدات انسانية
ولكي نكون منصفين هناك بيوت خرجت الأم للعمل وفي نفس الوقت ربت أبناء صالحين برغم الصعاب التي واجهت الأسرة . وهناك بيوت أيضا الأم تفرغت لمنزلها وأخرجت اناس صالحين وتحدت الكثير من الصعاب التي واجهت الأسرة
أعجبني سيدات أعمال استضافتهم المذيعة منى الشاذلي في برنامجها الذي كانت تقدمه العاشرة مساءا. استضافت سيدات الأعمال بناء على ذكر مجلة اقتصادية عالمية لهن على أنهن من أكثر سيدات الأعمال شهرة وتأثيرا .وأغلبهن ذكرن أنهن مكثن في البيت حتى وصل ابنائهن إلى سن استغنوا فيه عنهن في كثير من الأمور ثم خرجن للعمل بعد ذلك. حتى إن إحداهن ذكرت أنها حصلت على الثانوية العامة بعد أن حصل أبنائها عليها وهم من ذاكروا لها وساعدنها في تحقيق النجاح
قرأت عن كثير من زوجات رؤساء وحكام الدول عندما تم سؤالهن لماذا لم يخرجن للعمل العام منذ بداية تولي أزواجهن الحكم فقد كانت إجابتهن اننا كن متفرغات لأبنائنا حتى وصلوا إلى سن يعتمدوا فيه على أنفسهم ثم خرجن نحن للعمل
مما يساعد الأسرة على إتخاذ القرار بالعمل او التفرغ للبيت علينا أن نحدد أن أهم مرحلة من مراحل الطفل التي يحتاج فيها والدته هي سنواته السبع الأولى ففيها يتم غرس ما يقارب من 80-90 % من خصال وصفات وتعليم مبادئ وقيم. وأميل إلى جلوس الأم في المنزل في السنوات الأولى على الأقل الثلاث سنوات الأولى ويزداد تشديدي في ذلك خصوصا إن لم تكن الأم تضع طفلها عند والدتها أو أختها أو دور حضانة ذات ثقة كبيرة .
أتوجه إلى كل أم تجلس في البيت لتنام او تذهب إلى النادي لتحكي مع صديقاتها أو كل اهتماماتها الجم والبيوتي سنتر ولا ترعى أطفالها فتتركهم للتلفزيون أو تتركهم للخادمة ضعي ابنك في حضانة فخروجه من المنزل أفضل من جلوسه في المنزل
أختي الأم لا تنسي أن تكريمك في كتاب الله العزيز في قوله عز وجل "وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا "سورة الإسراء(24) أتى بناء على تحملك أهم مرحلة وأكثرها احتياجاً للإهتمام لطفلك
عندما أخطأت امراة في زمن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ووجب إقامة حد الرجم لها تركها النبي صلى الله عليه وسلم وأمرها أن تعتني بصغيرها حتى يكبر ويعتمد على نفسه في امور الطعام والشراب وقضاء بعض حوائجه ثم أقام عليها الحد "فقد أقام عليها الحد عندما رأى صغيرها يمسك كسرة ( قطعة) خبز بيده ويأكلها "
أختي الأم لابد أن تدركين أن اهتمامك بطفلك هو لشعورك أنك تعملين عملأ عظيما تقديمه للوطن وللأنسانية
أتمنى أن تضع كل أم أبنائها ومصلحتهم هي أولويات حياتها . ولا ننسى قول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
في ختام حوارنا ادعوا الله عزوجل لي ولكم .اللهم اجعل بيوتنا بيوت آمنة مطمئنة واملأها يارب بكل خير تحبه وترضاه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق