يرشدنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم إلى عدم بغض الزوجة بسبب خلقٍ فيها نكرهه أو لا نرضاه، وإلى أن تقتصر كراهيتُنا للخلق نفسِه فلا نتعداه إلى كراهية الزوجة، الزوجة التي صدر عنها هذا الخلق.
يقول عليه الصلاة والسلام “لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر”، فالحديث واضح في الدعوة إلى قصر الكراهية على الخلق الذي لم نرضه في الزوجة وعدم تجاوز هذه الكراهية إلى الزوجة نفسها.
والنبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم يقدم لنا طريقة جميلة حكيمة تعيننا على منع إثارة تلك الكراهية في قلوبنا تجاه نسائنا وذلك حين يوجهنا إلى أن نتحول بأنظارنا عن الخلق الذي لم نرضه في زوجاتنا إلى أخلاق أخرى نحبها ونرضاها فيهن فيقولصلى الله عليه وسلم “إن كره منها خلقاً رضي منها آخر”.
المطلوب منك إذن، أخي الزوج، حين تضيقُ بخلقٍ من أخلاق زوجتك ألا تثبّت نظرَك عليه، وتحصر تفكيرَك فيه، بل مطلوب منك أن تحوِّل نظرك إلى خلق آخر ترضاه فيها وتجعل ذهنَك يفكر فيه ويتأمله.
ولنفترض أنك تكره في زوجتك خلق العناد، فإذا ظللت تفكر في عنادِها، وعدم قيامِها بعملٍ أمرتها بالقيام به عدةَ مرات، فإنك بذلك تقوّي مشاعرَ البغض لعنادها حتى يتجاوز هذا الخلق إلى بغض زوجتك كلِها.
لكنك إذا ما توقفت عن التفكير في عنادها وحوّلت ذهنك إلى تعلقها بك وخوفَها عليك فإن مشاعر البغض ستضعف لتحل محلها مشاعُر الحب والرضا.
وهذا مطلوبٌ من الزوجة أيضاً، إذ إن عليها إذا كرهت في زوجها خلقاً ألا تشمل بكراهيتها زوجَها نفسَه، بل تقصر كراهيتَها على الخلق دون صاحب هذا الخلق.
وكذلك عليها إذا كرهت فيه خلقاً أن تحوِّلَ نظرهَا وتفكيرهَا إلى خلق آخر تحبه في زوجها وترضاه. فإذ كانت تكره في زوجها نسيانَه شراءَ بعضِ ما تطلبه منه فلتذكر كرمَه وسخاءَه.. وهكذا..
أ/ محمد رشيد العويد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق