هل هناك أم مثالية وأخري غير مثالية؟ وهل ترتبط مثاليتها بالكفاح والفقر والظروف الصعبة فقط؟
يرفض د.الحسين عبد المنعم أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب جامعة القاهرة لقب الأم المثالية حيث يعتبره نوعا من التخصيص, فهو يعتبر كل أم مثالية بالنسبة لأولادها, موضحا أن كل أم أنجبت وأرضعت وربت وأعطت لأولادها تعد بلاشك مثالية, ويقول الشاعر أحمد شوقي إذا كانت النساء في أمية.. رضع الرجال جهلا وجهالة, وكلمة مثالية لا تعني أنها أما كاملة وخارقة ولكنها مثالية لأنها أعطت قدر ما استطاعت وتفانت ووفرت الظروف الملائمة لتنشئة أولادها, وكان يمكن أن تعطي وتبذل أكثر وأكثر لو أتيحت لها الفرصة, فهذا العيد رمز لمثالية كل الأمهات. وهناك بالطبع بعض الفروق الفردية من أم لأخري ولكن كل تعطي وتبذل بطريقتها, ولكن هذا لا ينفي بالطبع وجود بعض الحالات الشاذة لأمهات قصرن بشدة في أداء أدوارهن ولكن بالتأكيد النسبة بسيطة بالمقارنة بمجموع الأمهات.
ويؤكد أن العطاء دور فطري خلقه الله في المرأة حيث تتحمل الألم والمسئولية الأخلاقية والمادية والاجتماعية. وقد تكون الأم المثالية ليست الأم التي أنجبت فهناك كثير من النماذج كالأخت أو الجدة أو العمة أو الخالة وغيرهن من السيدات اللاتي كن في محل الأم أوأعطت بلا مقابل, وخير مثال علي ذلك هو مسابقة الأم المثالية التي تنظمها كلية الآداب بجامعة القاهرة ورشحت لها سيدة لم تتزوج ولم تنجب ولكنها كانت خير أم بعطائها وربت أجيالا من الطلبة. ولا يشترط أن يكون لقب المثالية مرتبط بالكفاح أو المعاناة أو التضحية, فكثير من الأمهات أنجبت نماذج من الرجال دون معاناة ولكنهم أصبحوا خير نماذج في المجتمع, فمثلا والدة العالم فاروق الباز وأسامة الباز من خير الأمثلة علي ذلك, كما يعتبر أن الزوجة التي تهتم بزوجها وترعاه وتقف بجانبه في ضعفه وقوته وفي فقره وغناه أما مثالية أيضا.
وتشترك في هذا الرأي د.ثريا عبدالجواد أستاذ علم الاجتماع ووكيلة الآداب بجامعة المنوفية والتي تعتبر أن المرأة في حد ذاتها مثالية بغض النظر عن كونها أما أم لا, فهي مثالية في عطائها و تضحيتها وحبها تحملها, وإذا حدث منها تقصير فهو بسبب الظروف أو الضغوط التي تتعرض لها خاصة في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد وما صاحبها من اضطرابات وتغيرات عديدة في المجتمع, فالأم هي التي تتحمل وتواجه كل هذه الظروف تواجه عبئا شديدا يفوق ما يتحمله الرجل لأنها الأكثر قربا وحميمية مع أبنائها. وتضيف: الأم هي التي تتحمل آثار الحروب والثورات وما تصاحبه من آلام نفسية, فكل أغاني الشهداء علي مر التاريخ موجهة للأم لأنها المكلومة والمجروحة, و يأتي وصف الأم بالمثالية لتكثيف الاحتفاء بها وبأمومتها وتقديرا لمكانتها ودورها وأهميتها في الأسرة والمجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق