تربية الأبناء بالرفق

الأحد، 14 يوليو 2013

أطفالنا كيف نعلمهم التفكير " أدوات التفكير " (2)



 من أعظم ما يعلمه الأباء لأبنائهم نعمة التفكير (بمعنى يعلمه كيف يفكر) فلم يعد رقي الأمم يتوقف على عدد البشر والأجساد فيها ولكن تبعا للعقول التي تعمل فيها وفي موضوع سابق تحدثنا عن بعض أدوات التفكير اوبعض ادوات صندوق التفكير وذكرنا ثلاثة أنواع هم:

1- المزايا والعيوب أو الإيجابيات والسلبيات والحل الممتع
2- الأولويات الهامة 
3- وجهات نظر الآخرين 

وتحدثنا بالتفصيل عن كل أداة وضربنا أمثلة لكل أداة 

واليوم نستكمل سويا حديثناعن أدوات تفكير جديدة نستطيع من خلالها إكساب اطفالنا مهارة التفكير ومن هذه الأدوات 

1- الإختصار
هذه الأداة يتعلم من خلالها الطفل أن بعض من المشاكل التي ستواجهه يمكننا حلها عن طريق الأختصار ولتوضيح هذه الأداة لنضرب مثال لها
عندما نطلب من أبنائنا ترتيب حجرتهم فيتعللون بأن الحجرة ممتلئة بالأشياء الكثيرة ولا يستطيعون التعامل معها فعندها نخبرهم أن حجرتهم مملوءة باشياء كثيرة البعض منها يُستعمل والبعض الآخر لا تتم الإستفادة منه وعليه أن يتخلص من الأشياء التي لا يقوم بإستخدامها بالتبرع بها وإهدائها لغيره وبذلك في المرات القادمة سيختصر الكثير من الوقت في ترتيب الغرفة. 
وقد يقول لك الطفل أنه يرغب في كل الأغراض التي في غرفته وانه يحتاجها فهنا من الممكن مساعدته في إظهار الاشياء ذات الأهمية بالنسبة له وإخفاء باقي الأغراض في صناديق ترص بشكل جميل سواء على ارفف او توضع جانبا او توضع في ادراج مغلقة .. الخ

2- التوسيع 
ويقصد بها هنا هو توسيع الأفكار بالقدر الذي يسمح بالإتيان بفكرة إبداعية جديدة تخرج من الطفل نفسه 
فتبعا للمثال السابق لترتيب الغرفة نضع كل الأفكار التي ستجعل الغرفة جميلة ومرتبة ونقوم بإيجاد عدة حلول مثل:
 1- التبرع بما لا نحتاج 
2- وضع الأشياء في الأدراج 
3- عمل أرفف ووضع الأغراض عليها 
4- فكرة إبداعية يقترحها الطفل من خلال حواره مع الوالدين 

3- التصور والخيال 
إن من اهم الأدوات التي أنعم الله عزوجل بها على العقل البشري هو القدرة على التصور والخيال وهذه الأداة من  أقوى العوامل التي تخرج للوطن أفراد موهوبين ولولا الخيال والإبداع ما تقدمت البشرية. وهذه الأداة هامة سواء في رسم المستقبل لأبنائنا أو كعامل هام في تهيئة البناء للمرحلة العمرية المقبلة. وهي أداة هامة للتغلب على الكثير من المشاكل والمصاعب التي ستواجه اطفالنا.

فمثلا بعض الأطفال يشعر انه لا يفهم درسا من دروسه ولكن إذا قلنا له تخيل أنك أنت المعلم وان أمامك بعض الطلاب وانك ستشرح لهم هذا الدرس واعد عليهم ما قاله المعلم. وخطوة بخطوة نجد الطفل وقد استطاع استجماع المعلومة وأيضا اصبح لديه القدرة على التحدث والتعبير عن نفسه كمعلمه.
وهي عامل مساعد في حل مشاكل أخرى فعندما يتصور ان مشكلته ليست مشكلته هو وانما مشكلة لصديقه فكيف سيساعده في حلها.

4- الوصف 
وصف المشكلة بالكلمات قد يعطي أفق جديدة لإيجاد الحلول 
وفيها نجعل الطفل يعبر عن نفسه دون مقاطعة وايضا نتركه يصف المشكلة كاملة بوصف دقيق ومع وصفها ومناقشة الطفل في هذا الوصف يستطيع هو ان يجد الحل وكثيرا ما نجده في اثناء حديثه معنا يصمت فترة ثم يقول خلاص خلاص ويذهب بعيدا عنا فقد عرف ما سيفعله او وجد حلا لمشكلته.
فمثلا: عندما يتضايق الطفل لحصوله على درجة منخفضة في الإمتحان فعلينا أن نتركه يعبر عن نفسه ويصف مشكلته كما يراها ثم نحاول ان نتحاور معه ومن خلال المناقشة سيجد الطفل الحل المناسب له فقد يطلب درسا في هذه المادة .. وقد يتوصل الى أنه يحتاج الى مزيد من التدريبات على دروسه او أنه لم ينتبه لعامل الوقت في الإمتحان .. الخ

5- الفصل أو التقسيم 
وفيها نعلم الطفل أن يقسم المشكلة إلى أجزاء ويفكر في كل جزء على حدة 

فمثلا عندما يقوم بترتيب غرفته يشعر بأنها كبيرة والعمل شاق عليه وكيف سينتهي منها فهنا نعلمه أن يقسم العمل الى اجزاء فالأول يقوم بترتيب المكتب ثم بترتيب اللعب ثم وضع ملابسه النظيفة في دولابه والغير نظيفه في السلة وهذا يقسم العمل اجزاء .

6- الترشيد 
وهي أداة هامة لتعليم الطفل كيف يتعامل مع المال وكيفية انفاقه. مهما بلغت قدرة الوالدين ماديا فإنه يجب عليهما تعليم الأبناء أن المال نعمة ويجب المحافظة عليه. وقد نستثمر طلب الطفل لشراء لعبة حتى نعلمه كيف يتعامل مع احتيجاته المادية وغيرها. 
فمثلا عندما يطلب منا الطفل سيارة جديدة او عجلة او .. فمن الممكن ان يخبره والداه أنه سيعطيه نصف ثمن اللعبة وعليه ان يدبر باقي الثمن من خلال توفير او تخفيض نفقاته في شراء الحلوى(مثلا) حتى يقوم بالحصول على المال اللازم لشراء لعبته الجديدة التي يريدها.

7- وختاما لعل اهم ما يُظهر الابداع في الفكر هو العصف الذهني والكتابة الذهنية

والعصف الذهني من أدوات التفكير الفعالة التي يجب علينا ان نعلمها لأطفالنا من خلال قيام الأسرة مثلا بطرح الأفكار التي ترد على ذهنها لحل مشكلة يواجهها الطفل او تواجهها الأسرة وتستمر عملية طرح الأفكار حوالي خمس دقائق ثم يقوم أحد افراد الأسرة بكتابة هذه الأفكار ويضعها على الحائط او على لوحة ثم تقوم الأسرة بمناقشة كل فكرة حتى يصلوا سويا لأفضل وأنسب حل. 
ومن الممكن ممارستها مع الأطفال من خلال المعلم أو المعلمة في الفصل عندما تواجههم مشكلة ما.

الكتابة الذهنية 
تُعد الكتابة الذهنية تنوع في العصف الذهني وهي ايضا أداة لتوليد الأراء. وفيها يستخدم كل فرد الورقة والقلم لتسجيل الأفكار التي ترد على ذهنه ثم يقوم الجميع بوضع الأوراق على طاولة ليقرأ الجميع كل الأفكار التي كُتبت أو يتم تبادل الأوراق بين الجالسين ومن خلالها يكتسب الجميع افكار جديدة بالنسبة له او ايضا قد ترد لأحدهما فكرة جديدة تماما مما قرأه من أفكار الاخرين. وهذه الطريقة مناسبة للأطفال ذوي الطلاقة اللفظية المحدودة للمشاركة بالتساوي في إتخاذ القرار. وهي مناسبة للفصل المدرسي ايضا.

ونحن نحتاج إلى أن نمرن اطفالنا على استخدام هذه الأدوات، وللتدريب على ذلك علينا أن نطرح مشكلة ما ونبدأ في إيجاد الحلول لهذه المشكلة، ومن المهم عدم تقييم الحلول، بل المهم هو كم الحلول المطروحة وليس الكيف، وبعد استنفاذ الحلول، يبدأ التقييم لاختيار أفضل حل للمشكلة، وتستطيع تنفيذ هذه التمارين مع مجموعة من الموظفين الزملاء أو المدرس مع تلامذته، فالهدف من هذه التمارين تعزيز مهارة التفكير الإبداعي.

ملحوظة (إن هذه الأمثلة ماهي إلا نماذج توضيحية وهي مناسبة للأطفال الصغار ولكن كلما كبروا ستتغير النماذج وتبقى القواعد، ومايهمنا هو ترسيخها)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق