تربية الأبناء بالرفق

الاثنين، 3 يونيو 2013

قراءة في نظرية الذكاءات المتعددة:







قراءة في نظرية الذكاءات المتعددة:

كم طريقة توجد لتعلم موضوع ما؟

حسب أحدث الاستنتاجات التي قام بها عدد من علماء النفس، فهناك سبعة طرق للتعلم. وهذا يعني أنه ولكي يمكن تحسين مزايا التعلم، فإن عليك تحديد نوع المتعلم المتوفر، وأن تنسق الدرس بما يتلاءم مع طريقة التعلم. فعلى سبيل المثال، إذا كان طفلك متعلم لغوي، فإن باستطاعتك إدخال عدد من الروايات في المنهاج. كما يمكنك تشجيع قراءة القصص القصيرة لشرح وإيضاح التطورات العملية، أو السماح للطالب بإعادة كتابة مسألة رياضية صعبة ضمن مشكلة في قصة. فإذا ما كان الطالب منطقياً، فإنك بحاجة لتضمين لوحات وجداول ورسوم توضيحية. أن أشكال فن (Veen) تعتبر فعالة إذا استخدمها متعلم منطقي .

اقرأ كل وصف أدناه لتحديد أية طريقة تعلم أفضل تصف طالبك. وتذكر أن من المحتمل استخدام أكثر من طريقة للتعلم، وخاصة في المجالات الشخصية والعلاقات الاجتماعية (رقم 6 ورقم 7) ، والتي تم تفسيرها بشكل تقليدي على أنها أنواع للشخصية.

اللغوية : هذا النوع، يحب في المتعلمين القراءة والكتابة وأن يسرد القصص ويرغبون (المتعلمين) بحفظ أسماء الأماكن، والتواريخ، والأسماء ، وهم يستطيعون حفظ روايات مثيرة. كما أنهم يمتلكون قدرة فائقة على إعادة سرد كل شيء سبق وأن أخبرتهم به، كلمة كلمة.

ويجب أن يتم تشجيع ابداعاتهم، وأن تبذل اقصى جهودك لكي تميز ما بين الحقيقة والتضخيم. ويتعلم هؤلاء الطلبة بشكل أفضل عن طريق القول، والسماع، ومشاهدة الكلمات. اطلب منهم أن يكتبوا كلمة أو عبارة ، وعندها فإن هذه الكلمة أو العبارة تعلق في ذاكرتهم إلى الأبد. وكذلك عليك أن تشجعيهم على المشاركة في مسابقات التهجئة ودورات الكتابة. ويمكنك عندها أن تخلق شكسبيراً آخر .


المنطقي : مثل هذا النوع من الأطفال متميزون في حل المسائل الحسابية وهم يستمتعون بحل المشكلات، وخاصة إذا كانت مرتبطة بالرياضيات. كما أنهم يرهقونك بكثرة الأسئلة حول كيفية عمل الأشياء ، وارتباطها وعلاقاتها مع بعضها البعض، وسبب وجود الأشياء هنا أن ألعابهم المفضلة كأطفال هي تركيب المكعبات، وحل الألغاز. وعليك أن تجيب على أسئلتهم المستمرة بصبر دائم قدر المستطاع، وعليك أن تتوقع بأنهم يوماً ما سوف يصبحون مهندسين .

هذا النوع من الطلبة يتعلم بشكل أفضل من خلال التصنيف، والتنويع، والعمل من خلال الأشياء المجردة أو العلاقات ما بين الأشياء. اطلب منهم أن يقوموا بعمل لوحة أو إيضاح العلاقات ما بين أشياء/مواد مختلفة. أنهم سوف لن يخرجوا بإعطاء نتيجة أو إجابة فقط ، بل أنهم أيضاً سوف يستطيعون تفسير العملية ومراحل النمو وتطور العلاقات.





الفضائي الحيزي/المكاني: وهم المشاهدون. أنهم يمضون معظم اليوم وهم يحلمون، ويراقبون الأفلام، ويبقون بعيدون قدر الامكان عن الحقيقة. إذا ما ظهروا "مستغرقون"اطلب منهم أن يرسموا صورة تجعلك أكثر اطلاعاً وتعمقاً في المشكلة، وبعدها اطلب منهم أن يخبروك شيئاً عنها. اسمح لهم بأن يقوموا بتطوير حواسهم وقدراتهم الفنية الطبيعية.

نهم جيدون في استخدام الألوان والصور، ويستخدمون "عين العقل". اسمح لهم باللعب بشكل زوجي على ألعاب الكمبيوتر التعليمية، أو أن يحلموا أحلام يقظة تحت شجرة . ربما يكونون متميزون في التفكير العملي حول مشكلة معينة، ولكنعليهم أن يمثلوها على الورق .

إن مثل هذه الأنواع من المتعلمين متفنون جداً، رغم أنهم كثيراً ما يعانون من مشكلة التعبير عنها. قم بتشجيع أي نوع خلاق. ربما يقوم مثل هذا المتعلم مستقبلاً بتصميم حديقة وطنية ضخمة.


الموسيقية: إذا كان طفلك يسير حول المنزل وهو دائماً يهمهم بأغنية ما، أو أنه يحتاج إلى الموسيقى لكي يتعلمها، فإنه/انها يحب أن يتعلم الموسيقى.

إن هذا النوع من المتعلمين هو أفضل من يلاحظ التفاصيل، والنغمات والنبرات والإيقاعات التي يفتقر إليها المتعلم العادي .

إن هذه الفئة من المتعلمين متميزون في حفظ اللحن، وهم أكثر قدرة على تحويل الأشياء المجردة إلى أشياء ملموسة. وهم يستطيعون التعلم بشكل أفضل من خلال الوزن، واللحن، والموسيقى. وبهدف عمليات الحفظ ، اطلب منهم أن يكتبوا أغنية عن الدرس، (على شكل قصة)، أو قم بتعليمهم إحدى الأغنيات . شجع حبهم الطبيعي للموسيقى، وحاول أن تدخل الموسيقى ضمن العديد من الدروس قدر الامكان.


الجسدية : هذا النوع من المتعلمين دائم الحركة. ونجدهم يسيرون هنا وهناك، ويريدون لمس كل شيء، ويستخدمون لغة الجسم لنقل ما يدور بخلدهم من مشاعر. كما أنهم يفضلون القيام بعمل يدوي بدلاً من الجلوس وقراءة أحد الكتب، وهم بحاجة إلى تعليم نشيط! يجعلهم في حركة دائمة. دعهم يلعبون لعبة الكلمات أثناء وجودهم في بركة السباحة، وعلمهم دروس اللفظ أثناء حصة التنس. اصطحبهم في مخيمات للتعلم عن الجغرافيا والطبيعة. هؤلاء هم المتعلمـون الذيـن يستطيعون عمل أكثر من شيء في وقت واحد. وهذا ما يعرف باسم عجز الانتباه بسبب النشاط الزائد Attention Defici Hyperattivity Disorder . وتذكر أن تدمج تنمية الحس والتفاعل أثناء فسحة ما بين الدروس. حاول أن تبقي مدة كل حصة دراسية إلى ما بين 10-20 دقيقة بحسب العمر، وأن تغير المواضيع لعدة مرات. إن الدروس متعددة المجالات والتخصصات مفيدة جداً لمثل هذا النوع من المتعلمين .


العلاقات مع الآخرين: ويدعى هؤلاء بـ (الفراشات الاجتماعية). أنهم يتكيفون بسهولة مع أي نوع من المواقف الاجتماعية، ولديهم الكثير من الأصدقاء ، وهم قادة ناجحون. أنهم يتميزون بالصبر، والتفهم، ومتعاطفون جداً الأمر الذي يجعلهم محبوبين بين زملائهم في اللعب .

وهم في العادة قادة ناجحون بسبب قدراتهم على حل النزاعات، وكثيراً ما يُرجع إليهم على أنهم "صانعو السلام"للعائلة. قم بتشجيعهم على محبة الآخرين، واسمح لهم بالاختلاط والتعامل مع أنواع مختلفة من الناس. وربما يحضرون معهم عدد من أنواع مختلفة من الأصدقاء . ورغم أن هذا قد يكون صعباً في بعض الاحيان، إلا أن من الضروري أن نساندهم ونتقبلهم جميعاً .

إن هذا النوع من المتعلمين يكون أفضل أداء في المواقف الجماعية حيث يقومون بالمقارنة، والمشاركة ، والربط ، ومقابلة أشخاص آخرين. فإذا لم تتوفر مجموعة، فلا تندهش، إذا ما شاهدتهم يختلقون مجموعة من حيواناتهم أو ألعابهم .


العلاقة الشخصة : مثل هذا النوع من الناس الأقوياء يكون أفضل أعمالهم إذا كانوا وحدهم. أنهم يؤسسون اهتماماتهم ويمتلكون معرفة عميقة لأنفسهم أنهم فخورون بأنفسهم وبأنهم مستقلون ويعتمدون على انفسهم، كما أنهم يفضلون البقاء والوقوف خارج السرب دون أدنى محاولة للانضمام إليهم. أنهم النوع "القوي الصامت". ويكون أداؤهم أفضل في التعليم المنفرد، والمشاريع الفردية، والعمل لوحدهم. اسمح لهم بأن يكونوا انفسهم وواصل تشجيع مهاراتهم الاجتماعية. اختلف عدداً من المواقف لهم لكي ينخرطوا اجتماعياً، ولكن اسمح لهم أيضاً بالمحافظة على حيزهم ومكانتهم الخاصة . مثل هذا النوع من الأطفال يعملون أفضل إذا كانوا وحدهم، وكثيراً ما يكونون بحاجة إلى التشجيع للانخراط والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين.

وخلاصة الأمر، أننا جميعاً نمتلك عناصر كل طريقة تعلم. ولكن الحقيقة هي أن واحداً أو أثنين من الأنواع تظهر لدى كل منا، وعليك معرفة نوعية تعلم طفلك أو أي نوع من المتعلمين هو، ثم قرر الطرق الملائمة لطرق تعليمك .استمر في تشجيع الطالب على التعرف على أنماط بديلة، وعلِّم هؤلاء الطلبة كيفية تطبيق كل نوع في حياتهم (10) .

ب - الذكاء العاطفي :

صدر تقرير سنة 4991 عن الظروف الحالية للأدب العاطفي في الولايات المتحدة، وكان مؤلفه يدعى Daniel Godman حيث قال :

"أثناء ترحالنا في الحياة، فإن ما يوجهنا كل يوم هو مخاوفنا، وحسدنا، وغضبنا، وحزننا، وقلقنا وألمنا. حتى أن أكثر الأشخاص الأذكياء المتعلمين الذين يعيشون بيننا هم عرضة للوقوع تحت ضغط العواطف التي يصعب السيطرة عليها.

إن الثمن الذي ندفعه لأدب العواطف (المشاعر) يكمن في حالات الزواج الفاشلة والمشاكل العائلية، وفي العلاقات الاجتماعية وعلاقات العمل، وفي ضعف الصحة الجسدية والألم العقلي، وكمجتمع، في المآسي التي تحدث مثل حوادث القتل ...

ويؤكد Coldman بأن أفضل علاج لمقاومة عيوبنا العاطفية يكمن في الطب الوقائي. وبعبارة أخرى، فإننا بحاجة إلى ايلاء أهمية أكبر لتعليم أطفالنا المهارات الأساسية للذكاء العاطفي كما نفعل في معايير الذكاء الأخرى .

ما هو الذكاء العاطفي بالتحديد؟

أن هذا المفهوم يتوافق مع المواصفات والقدرات التالية:


معرفة الذات: معرفة عواطفك، وإدراك مشاعرك حال حدوثها، والتمييز فما بينها.


معالجة المزاج: (إدارته): التعامل مع المشاعر بحيث تكون متوافقة مع المواقف الحالية، وأن تتصرف بشكل ملائم .


تحفيز الذات : "تجميع"مشاعرك وتوجيه نفسك نحو هدف ما، برغم الشك بالذات، والسلبيات.


التعاطف: معرفة مشاعر الآخرين والتحول إلى معانيها الشفوية وغير الشفوية .


إدارة العلاقات : القيام بتفاعل شخصي، وحل المشكلات والصراعات، والقدرة على إدارة المفاوضات .

لماذا نحتاج إلى الذكاء العاطفي ؟

تشير الأبحاث المتعلقة بالتعلم المبني على الدماغ إلى أن الصحة العاطفية أساسية وضرورية لحدوث عملية التعلم الفعالة، وبناء على تقرير صادر عن المركز الوطني للبرامج الطبية للأطفال، فإن العنصر الأكثر أهمية لنجاح الطالب في المدرسة هو فهم كيف يتعلم (الذكاء العاطفي، صفحة 391). وعليه، فإن المكونات الرئيسية لهذا الإدراك هي:


الثقة


الفضول


القصدية


ضبط النفس


الربط


القدرة على الاتصال


القدرة على التعاون .


وتعتبر جميع هذه المميزات هي عناصر الذكاء العاطفي. وبشكل أساسي، فإن الطالب الذي يتعلم كيف يتعلم هو أكثر قدرة على تحقيق النجاح.وقد اثبت الذكاء العاطفي أنه مبرر أفضل للنجاح في المستقبل بشكل أكثر من الطرق التقليدية مثل(GPA, IQ)، وعلامات الاختبارات المقننة المعيارية .

ولهذا السبب يأتي الاهتمام المتزايد في مسألة الذكاء العاطفي من قبل المؤسسات، والجامعات، والمدارس على صعيد الدولة وفي كافة أرجائها . كما أن فكرة الذكاء العاطفي قد أدت إلى تطور الأبحاث والمناهج في جميع هذه المؤسسات. وقد استنتج الباحثون بأن الأشخاص الذين يستطيعون إدارة مشاعرهم وعواطفهم الخاصة بشكل جيد ويتعاملون كذلك مع أشخاص آخرين، هم الأكثر قدرة على العيش حياة راضية هادئة ناجحة. وإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص السعداء ، يكونون أكثر قدرة على الاحتفاظ بالمعلومات من أولئك الأشخاص غير الراضين.

إن تأسيس وبناء الذكاء العاطفي لأحد الأشخاص له تأثير طوال الحياة على ذلك الشخص. ويسارع العديد من الآباء والمعلمين بواقع شعورهم بخطر زيادة معدلات الصراعات لدى الأطفال . ابتداءً من قلة احترام الذات وحتى الإدمان في مرحلة مبكرة على المخدرات وتناول الكحول، إلى مرحلة الاكتئاب - يهرعون ويسارعون في تعليم الطلبة المهارات الضرورية للذكاء العاطفي . وكذلك الحال في المؤسسات والشركات، إن إدخال برامج الذكاء العاطفي في برامج التدريب قد ساعد الموظفين على التعاون، بشكل أفضل، كما أدى إلى زيادة دافعيتهم وبالنتيجة، إلى زيادة إنتاجيتهم وأرباحهم .

والخلاصة أن "الذكاء العاطفي قدرة عالية، وكفاءة تؤثر بشكل كبير على جميع القدرات، أما عن طريق تسهيلها وتسريعها أو من خلال التدخل بها. (11)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق