عندما يخاطبنا الله عزوجل في محكم تنزيله القرآن الحكيم ويقول "أفلا يتدبرون ""أفلا يعقلون "هي إشارة لعدم استخدام أعظم ما أوضعه الله عزوجل فينا وهو العقل. ومن رحمته عزوجل أنه لم يجعل نمو العقل نمو فجائي أو طفري (يحدث فجاءة في فترة معينة او تحت تأثير ظروف معينة وخاصة ) بل جعل نموه منذ نعومة أظافرنا فمن رحمته عزوجل جعل عقولنا تنمو خطوة بخطوة ففي بادئ الأمر
جعل الجنين يسمع صوت والدته ويتأثر بالأصوات من حوله قرآن أو موسيقى او اصوات صاخبة ويدرك مشاعر واحاسيس والدته
وبعد ولادته يلحظ بعينه فقط ويحتفظ عقله بكل صورة تلتقطها عينيه و يسجل عقله أيضا كل صوت يسمعه .وبهذا هيئ الله عزوجل الإنسان ليكون عقله قادرا على تنمية عقله وبلوغه الحد المعقول للعيش في الحياة .. ومابين عبقري ومحدودي الذكاء يسير أغلب البشر. مابين المستويين تكون العقول .
جعل الله عزوجل الطفل متعطشا للمعرفة وذلك ايضا تمهيدا لبناء عقل متميز واعي .إذا تعاملنا معها بشكل منهجي عالي أخرجنا أجيالا متجددة تحتفظ بالثوابت (الدينية)فائقة الوصف والصورة في التقدم والإبداع في عالم الحضارات والتقدم التكنولوجي.وإذا ماتم تجاهلها أخرجنا نماذج عادية كنسخ مكررة من بعضها البعض وتكون حياتنا هكذا .نولد ثم ندخل التعليم ثم نتخرج ثم نعمل ثم نتزوج ثم نربي أولاد نسخ مكررة منا ثم نعلمهم ثم نزوجهم ثم نموت ثم يقوم ابناءنا بتكرار الدورة مرة أخرى - أليس هذا الحال هو اغلب حال بلادنا -
من تهيئة الله عزوجل لعقولنا كما ذكرنا اننا نولد متعطشين للمعرفة فنجد الأطفال في مرحلة معينة لا يتكلمون ولا يجيبون عليك إلا بسؤال ليه ؟. ويقرر الباحثون أن حوالي من 10-15% من أحاديث الأطفال هي عبارة عن أسئلة .
ففي مرحلة النمو منذ ان يبلغ الطفل ثلاث سنوات وهو يسأل عن كل شيئ أين الجنة .. لماذا فعلت يا أمي ..لماذا والدي يذهب إلى العمل .. كيف جئت .. أين ذهب (يسأل عن شخص توفي ) ..و...... الخ
ثم تأتي الرعاية فهي كما قلنا إما أن تخرج جيلا جديدا او نسخ من كائنات بشرية مكررة
فعندما لايجيب الوالدين على الطفل بقولهم (هيا كده وخلاص) أو (إعمل إللي بقولك عليه من سكات )..
وعند ذهاب الطفل إلى المدرسة ويجد معلمه يقول( له اسمع الدرس وخلاص إللي هيسأل ويفتح بقه هيضرب ) او( إكتم واقعد على جنب يا ولد) ويمتد هذا الإسلوب للأسف حتى الجامعة فبعض دكاترة الجامعة كانوا يقولون للطلبة إللي هتسألوا فيه هيجي في الإمتحان فيجلس الطلبة كأنهم دمية ألعاب على الكراسي كل منهم اخذ يسكت زميله لكي لا يتحدث
حقيقة وجد أنه كلما زادت ثقافة الأم (وأقصد هنا الثقافة وليست الدرجة العلمية) ووعيها بأولويتها وزادت معرفتها وكانت قارئة جيدة كلما استطاعت أن تخرج اجيالا متميزة علميا وعقليا وادبيا. وطبعا كذلك الأب فحقيقة دوره لا يقل أهمية عن دور الأم في هذا الجانب بل أحيانا قد يزيد لأن الأولاد في صغرهم يكون ارتباطهم بالأم اكثر وكلما كبرو اتجهوا إلى جانب الأب (الواعي الرحيم المدرك لدوره)
ويرجع سبب ذلك أن الأم غالبا منذ الصغر وهي تعطي العاطفة والحنان فتظل تسير على هذا النحو حتى بعد أن يكبر أولادها .والأب دائما يخاطب بالعقل فيهرب (بمعنى البعد عنه نوعا ما) منه الأطفال وهم صغار ثم عندما يكبر يحب الأبناء الحوار مع الأباء لشعورهم أنهم كبرو وانهم ذات شخصية ومسؤلية ..الخ
الحديث يطول وللحوار بقية فألقاكم على خيرواستودكم الله الذي لا تضيع ودائعه
اللهم اجعلنا والدين صالحين واجعل اباءنا أبناء صالحين والحقنا بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم على خير
ملحوظة ما ذكرته من أمثلة هنا هي ليست للتقليل من شأن أحد ولكن للنتبه من ألفاظنا نستدرك ثم نخطئ ثم نستدرك وهكذا هي حياتنا اللهم أغفر لنا ولكل من مر من هنا اللهم آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق