تربية الأبناء بالرفق

الجمعة، 17 مايو 2013

شاركني قراءة بحث .. نظرية التعلم القائم على وظيفة الدماغ " الإطار النظري" إعداد أحمـد عياصـرة (3)




كيفية تأثير نظرية  التعلم القائم على الدماغ على التعلم :

المنهاج:  إن من واجب معلمي المناهج أن يصمموا عملية التعلم بما يتلاءم مع اهتمامات الطلبة، وأن يجعلوا قيمة لعملية التعلم .

التدريس: يسمح المعلمون للطلبة بالتعلم من خلال فرق وأن يستخدموا الإدراك الجانبي.ويقوم المعلمون ببناء عمليات التعلم حول مشكلات حقيقية، ويشجعون الطلبة ايضاً على التعلم من خلال جلسات خارج غرفة الصف والمباني المدرسية .

التقييم: بما أن جميع الطلبة يتعلمون، فإن عمليات تقييمهم يجب أن تسمح لهم بفهم انماط تعلمهم ورغباتهم. وبهذه الطريقة، يستطيع الطلبة مراقبة وتعزيز عملية تعلمهم.


ما تقترحة عملية التعلم المبنية على الدماغ :

  إن لكيفية عمل الدماغ تأثير هام على نشاطات وأنواع التعلم التي تعتبر أكثر فاعلية. ويحتاج المعلمون إلى مساعدة الطلبة في الحصول على الخبرات المناسبة واكتسابها والاستنتاج من خلال هذه الخبرات. كما توضح (Renate Caine) في صفحة (311) من كتابها "عمل الصلات"فهناك ثلاث عناصر هامة في هذه العملية :

·على المعلمين إشغال الطلبة (المتعلمين) في خبرات وتجارب معقدة غنية وحقيقية. ومن الأمثلة المتميزة في جعل الطلبة ينخرطون في ثقافة أجنبية لكي يعلموا الطلبة لغة        ثانية. وعلى المعلمين استغلال قدرات ادمغتهم في عمليات تعليم متوازية .
· يجب أن يكون لدى الطلبة تحدياً شخصياً ذا قيمة ومعنى. إذ أن مثل هذه التحديات تثير دماغ الطالب تجاه حالة الانتباه المرغوبة.
·   حتى يتمكن الطلبة من اكتساب وجهة نظر متعمقة حول احدى المشكلات، فيجب أن يكون هنالك تحليل مكثف للطرق المختلفة للتعامل معها، وكذلك حول عملية التعلم بشكل عام. وهذا ما يعرف باسم "المعالجة النشيطة للخبرة".
          
وهناك عدد آخر من عناصر التعلم القائم على الدماغ، وتشمل:

تكون التغذية الراجعة بأفضل حالاتها إذا كانت من الواقع، وتكون التغذية أدنى إذا كانت  من أشكال السلطة.

يكون تعلم الناس أفضل عندما يقومون بحل مشكلات من الواقع .

- لا يمكن فصل الصورة الكلية عن التفاصيل .

    ونظراً لاختلاف الادمغة، فإن من واجب التربويين السماح للمتعلمين بالتعود على بيئاتهم الخاصة .

أن أفضل الناس القادرين على حل المشاكل ، هم أولئك الذين يضحكون .

  ويضيف آخرون مبادىء أخرى لنظرية التعلم القائم على الدماغ مثل :

1. أن هناك ملايين البرامج داخل الدماغ تنتج عن التعلم المعتمد على النشاط العملي.
2. أن التغذية الراجعة تحسن برامج التعلم والتنميط في الدماغ .
3.لزيادة التعلم، يجب أن يشعر الأفراد بالأمان والسلامة. (2)

  ويجب على الأشخاص أو الجهات التي تقوم بتصميم الأدوات التعليمية أن يتفننوا في خلق بيئات عقلية ودودة .

ويحتاج المدرسون إلى معرفة أن أفضل طريقة للتعلم لا تكون من خلال المحاضرة، بل عن طريق المشاركة في بيئات واقعية تسمح للمتعلمين بتجربة أشياء جديدة بشكل آمن. (5)

رابعاً/خامساً: العناصر الإيجابية والسلبية في بيئة التعلم  :
         
 في الكثير من بيوتنا فإننا وعن غير قصد لا نشجع التعلم وتطور أطفالنا. علماً بأنه من الضروري استغلال التقنيات التي تلائم مهارات التعليم الفريدة للطفل، فإن لغالبية أطفالنا تمثل بيئة التعلم العامل الأهم في تحديد مدى وكيفية تعلمهم .
        
  وعليه، فإن درجة ما يتعمله أطفالنا هو انعكاس لمدى حبهم للتعلم، كما أن مدى حبهم للتعلم يرتبط بشكل وثيق بمدى معرفتهم وإدراكهم لأنفسهم . إننا جميعاً نحب القيام بأشياء نتقن أداءها، وإذا أعطي لنا الخيار فإننا كثيراً ما نتجنب أداء الأشياء التي نشعر أننا نتقنها. إننا نحب النجاح، كما أن النجاح يحفزّنا. فالطفل القوي يحب المصارعة بالأيدي، والطفل السريع يحب الدخول في السباقات، ... الخ.
         
 وعندما نعرف وندرك بأننا نمتلك قدرة على القيام بشيء بشكل جيد ، فإننا نشعر بحماس كبير أثناء تنفيذ ذلك العمل، ونريد أن نقوم بأداء الكثير من مثل هذا العمل، وكنتيجة لذلك، فإننا نصبح أفضل وأفضل في أدائه .

  إن الأطفال الذين يتعلمون الاستمتاع بالقراءة لن يحتاجوا إلى تقنيات خاصة للقراءة، وإذا ما حدث شيء، فإن مشكلتنا تصبح هي التأكد من أنهم لا يأخذون ضوءاً معهم إلى السرير من أجل القراءة وهم تحت الغطاء ، وهؤلاء الأطفال يقرأون كثيراً، وهم متحمسون ذاتياً، ونتيجة لذلك، فإنهم يقرأون بشكل جيد . وفي بيئة المنزل، فإن تشجيع الأطفال على القراءة يعتبر العنصر الأكثر أهمية والذي يجب أخذه بالاعتبار.

 إن أطفالنا يتعملون نتيجة للمدخلات التي تتلقاها عقولهم من خلال حواسهم. كما أن ما يتعملونه هو انعكاس للتكرار (كم مرة) والكثافة (قوة المدخلات)، والمدة (مدة بقاء المدخلات) التي تتلقاها عقولهم. وربما نستطيع أن نجعل طفلاً يبقى في مكان واحد لفترة طويلة من الوقت (مدة) وفي الأثناء نقوم بمراجعة المادة (التكرار) أكثر من مرة، ولكن الطفل يستطيع السيطرة على كثافة المدخلات. ويمكن تشغيل أو اطفاء الطفل، فإذا ما تم تشغيله، فإنه يتعلم بشكل سريع، أما إذا حدث العكس ، فإن عملية التعلم لن تحدث أبداً .

   إن عملية توجيه (تشغيل) الطفل نحو التعلم، أو ثنيه (اطفائه) يمكن أن تحدد من خلال العناصر الايجابية أو السلبية لبيئة التعلم. إن البيئة الايجابية تشجع التعلم، أما البيئة السلبية فإنها تخلق عجزاً عصبياً ، وتدمر التشجيع والحماس للتعلم .
       
 فعلى سبيل المثال، عندما يقوم طفل في الصف الثاني باكمال واجب في مادة الرياضيات ويقوم الوالد بالتعليق، فإن هذه الملاحظات ربما تكون إيجابية (هذا يجعل الطفل يدرك أن أداءه جيد)، أو سلبية (يمكن لهذا أن يحبط ويدمر حماس الطفل)  .
         
وفي حالات كثيرة ، تأتي الاستجابة السلبية بشكل طبيعي ، وبناءً عليه، فإن من واجبنا أن نتعلم كيف نكون ايجابيين. أنظر إلى أوجه الاختلاف ما بين الاستجابات الايجابية والسلبية لثلاثة أطفال من الصف الثاني بعد أن أكملوا إحدى المهام التي تتكون من عشر أسئلة حسابية.

سلبية: (جوني ) أنت فتى ذكي جداً، وأتوقع منك الكثير. لقد أخطأت اليوم في مسألة واحدة، وعليك أن تعمل بجد أكثر وأن تكون أكثر انتباهاً في المرات القادمة .
-   ايجابية: (جوني) هذا رائع، لقد أجبت على تسعة أسئلة إجابة صحيحة. كم أنت ذكي؟
سلبية: أليس، لقد أخطأت في ثلاثة أسئلة، يمكن أن تكوني أفضل من هذا. اخشى إنني لا أستطيع أن أقدم لك ملصقاً لوجه مبتسم.

-ايجابية: أليس: ذلك رائع! لقد أجبت على سبعة أسئلة إجابة صحيحة، أما الأسئلة الثلاثة المتبقية فقد كانت صعبة على تلك الصفحة. سوف أوضح لك كيف يمكن حل هذه الأسئلة الصعبة .
سلبية: بيلي. هذا مرعب. لقد أجبت عن أكثر من نصف الأسئلة إجابة خاطئة. انك لا تقوم بالمحاولة ! إنني مضطر لاستدعاء والدتك .

ايجابية: مرحباً بيلي، انك تحرز تقدماً. أنظر ! لقد أجبت على هذا، وهذا، وهذا إجابات صحيحة. رائع! أريدك أن تراقبني بينما أقوم بحل الأسئلة الأخرى. إنني واثق أنك سوف تحلها بشكل صحيح في المرة القادمة.

   أما أعراض البىئة السلبية فإنها تشمل الانتباه السلبي وما يرافقه من سلوكيات، مثل: التحدي، قلة الدافعية، الغضب، ضعف الثقة بالنفس، وقلةالتطور والتعلم. ولكن ، هل يستطيع الأطفال التطور والتعلم في بيئة سلبية؟

نعم ، معظمهم يفعلون، ولكن الأطفال لا يستطيعون النجاح والازدهار في بيئة سلبية، كما أنهم لا يستطيعون التطور والتعلم كما يحدث في بيئة إيجابية مشجعة.
         
إن البيئة الايجابية الخلاقة للتعلم يمكن أن تغير تصرفات طفلك بشكل كبير ومؤثر، كما هو الحال بالنسبة لصورة الذات، ومستوى المخرجات. وما نحصل عليه هو انعكاس لما ادخلناه. وإذا لم نكن راضين عن المخرجات، فعلينا دراسة وفحص وتعديل المدخلات.
    
 ولخلق بيئة ايجابية، أظهر ما يعرفه طفلك وما يستطيع القيام به بشكل ناجح، وبالمقابل،فإنه سوف يتشجع ويقوم بأداء المزيد ! إن المهم هو ما نعرفه وليس ما لا نعرفه.(8)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق